وهاهي ذا رائحة الموت تقترب اليوم، أكثر من أي يوم مضى، لتفزع أرواحنا النائمة و الغافلة عن تخطفهاﻷحبتنا، ها هي اليوم تتخطف كل قريب فمتى الدورعلينا، أهو قريب..؟! أم لازال بالبعيد...؟!                              في كل مرة يزلزل كياننا بفراق قريب، يضق ناقوس الخطر يتملكنا الخوف تارة؛ من أننا لم نعمل خيرا كافيا للرحيل دون توديع،يتملكنا الخوف من أننا قد نرحل و نترك أناس قد أسئنالهم، ربما بفعل أو قول أدمى قلوبهم و جعلنا نحنالظالمين، يتملكنا الخوف من أننا كنا مهملين، ولديننا غيرمحافظين، و لصلاتنا غير مؤدين، و لوالدينا غير بارين، وسرار الناس كاشفين، و لعيوب الناس فاضحين، يتملكناالخوف من أن نكون لطريقنا ضالين...

فيهب نسيم ريح ينعش ذكرياتنا المنسية، يذكرنا بكل من غطى أجسادهم الثرى كالورود الندية، ليذكرنا بأننا راحلون و لهنا مودعون، و هلنا و أصدقائنا تاركون، و ﻷعمالنا و أقوالنا و سلوكاتنا آخذون.... فنبتوا الرضى والبسمة و اﻷمل في دنيا كي لا تكونوا هنالك نادمون .