لطالما كان همنا الشاغل سواء بالنسبة لتلميذ(ة) أو الطالب(ة)، الدراسة بجهد لتحصيل معدل جيد يخول لنا تحقيق نجاح في المسار المهني، لكن هل تساءلنا يوما! عن إذا ما كان هذا التحصيل المحصل عليه، من التعليم اﻷكاديمي يجعلنا نرتقي ونسموا صوب المعرفة الحقة، والعلم الذي ينير عقولنا ويجعلنا نطمح لفهم ذواتنا والعالم من حولنا؟ غير أبهين بذلك للوقوع في الجواب الخطأ أو تحصيل المعدل الجيد؟ بل إن كل مايهم في ذلك الحصول على الجواب العلمي والمنطقي، القائم على حجج وبراهين وإستدلالات مادية.
بالرغم من أن التعليم اﻷكاديمي يخول لنا شهادات مبنية على إمتحانات وفق منهج معين، والتي تخول الحصول على إطار داخل المجتمع يمكننا من مزاولة مسار تخصصنا بكل أريحية، إلا أن التعليم اﻷكاديمي يبقى مغاير ومتباعد عن التعليم الذاتي، الذي يهدف لتنوير العقل ليس في مسار معين بل في جل أنماط ونواحي الحياة، واﻹبحار في علوم شتى دون قيد منهجي يلزم الشخص من إتباعه أو اﻹمتحان فيه، بل هو إمتحان النفس بالغوص في عمق المعلومة هدفه الفهم لحب المعرفة والعلم...ولهذا وجب علينا ألا نكتفي بالمقرارات الدراسية، وأن لا نبقى محدودي الفكر ننتظر وصول المعلومة إلينا، وجب البحث عنها وجب عدم الرضى عن جواب سؤالنا، فكلما بحثنا وتعمقنا ﻹيجاد أجوبة عن تسائلاتنا، ستهب ريح قوية تدفعنا ﻷرض لم نكن قد وطأنها من ذي قبل أو حتى سمعنا بوجودها .