رجال يهود بني قينقاع يغالبون امرأة  في المدينة!

قال نبينا صلى الله عليه وسلم: يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم فقالوا: يا محمد إنك ترى أنا قومك، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس[].[(جامع البيان في تأويل القرآن، الطبري: ج3/191].

أمعن يهود في نقض عهدهم مع نبينا صلى الله عليه وسلم، حتى أعذرهم بدعوتهم إلى الإسلام، ولأنهم يجدون ذلك في كتابهم، وإلا هزيمة منكرة كما حل بقريش يوم بدر.

وإذ نقض يهود بني قينقاع عهدهم مع نبينا صلى الله عليه وسلم، بأنهم آذوا امرأة في السوق، فتعبأ لذلك مسلم، فقتلوه، فحاصرهم نبينا صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوما، لإنزالهم على حكمه.

إن فعل يهود وحين استقوت على امرأة في السوق، هو عمل يحمل من الدناءة، ما يبين عن خلوهم من مروءة، ولعوار قرائح، وإذ وجدت من النساء سبيل انتقام.

وما ليهود وحين رأت امرأة حشمتها في ستر وجهها، ليريدوها سافرة، وهم أولاء تسفر نساؤهم، فما بقي إلا أن يحنقوا لسترها، ويسفلوا لطهارتها؟!

إن ربطا بين فعل يهود الآن جهة النساء سفورا، وبين عملهم يوم قينقاع، هو تاريخ بعضه من بعض، وحين يجعلون امرأة سلعة بوارهم، ويحسبونه كسبا!

إن جعل المرأة سوق رواج بضاعة قوم، لهو شبه بهم فعل يهود، ولأن تاريخهم يوم قينقاع مؤذ، وحين حملوا امرأة على كشف وجهها إرادة سفورها.

إن الحرية الشخصية مدخل إيذاء للعالمين، ويوم أن قصروها على عري وسفور، ومبدأهم يساوي بين سفور وحجاب، فلم إذاً حرب الحجاب كحرية شخصية؟!

لو كانت المرأة حصيفة لسترت نفسها كرامة لها، وحين اتخذت سلعة مبتذلة للناظرين، ودون مهر حلال طيب مبارك فيه، يزيدها وضاءة وبهاء وغلاء.

نؤكد أنه صلى الله عليه وسلم حاصر بني قينقاع أجل امرأة، حملوها على كشف وجهها! ونريد أن يكتب تاريخنا لنا أننا مثل نبينا صلى الله عليه وسلم، لم نحد عنه قيد أنملة واحدة، عزة وإباء.

حين حاصر نبينا صلى الله عليه وسلم بني قينقاع، لإيذائهم امرأة! هبت حمية عب الله ابن أبي بن سلول: يا محمد أحسن في موالي! وكان أولى له أن يهب حمية شرف وعزة إلى جانب امرأة!

إن عجبا يتملكنا، وحين نرى قوما يسددون رميهم في نحور النساء، وهم يحسبون أنهم يدافعون عنهن، وهم إذ يرمونهن في أعز ما يملكن، وهن صامتات !

إن نفرة تسبقها تعبئة، أن يقف الناس أجمعون، حائط دفاع عن قيمهم وإرثهم الفطري، حماية لجناب نسائهم من نهشهن، ودون حق الله فيهن حلالا طيبا.

وإ جاءت برتوكولات حكماء صهيون، تعبيرا عن أصل فتنة، حمل لواءها يهود بنو قينقاع، ولأن لكل فرع أصلا، وجب بته وقطعه، صيانة للطهارة، وصونا للعفة.

حين سن يهود بنو قينقاع جواز الإجهاز على امرأة عفيفة في السوق، فدل ذلك على وزرهم، وإلى يوم القيامة، أضعافا مضاعفة، فهل هم مطيقوها؟!

إن كل سبب يجعل من خروج المرأة على غير حشمة، يحمل وزره فاعله، وإلى يوم القيامة، ليحمل أثقالا تئن منها الجبال، فما بالك بضعيف مثله؟!

إن كل تزيين لخروج المرأة على غير عفاف، كان على صاحبه إثمه، وإثم من فعلته، وإلى يوم القيامة، ولا ينقص ذلك من وزره من شيء، قدرا مقدورا!

إن كل تزيين لخروج المرأة مزاحمة، ودون لطف الحجاب، برهان العفة، كان في فاعله شبه ببني قينقاع، ومن تشبه بقوم فإنه منهم، وكانوا أول قائم به.

وحين وضع ابن سلول يده في جيب درعه صلى الله عليه وسلم، حتى يحسن في مواليه بني قينقاع! وفعلها صلى الله عليه وسلم. برهان جواز تقدير لكل قدر قدره، وحسب موازين القوى المتاحة.

كان في فعله صلى الله عليه وسلم مع ابن سلول سيد المنافقين، برهان أن محمدا لا يقتل أصحابه، وإلا فقد كان يمكنه كما حاصر يهود بني قينقاع، أن يدك حصنه دكا!

كان الحجاب بمعنى حجب الوجه معروفا، لحمل يهود امرأة على كشف وجهها فأبت! ولا يعرف إلا عن دين أمر به، وإلا ما فعلته امرأة عفيفة في سوقها.

إذا كان الحجاب برهان طهارة، فليس يجوز للطهارة أن يمسها خبث، وكائنا ما كان سببه، ولأنه صلى الله عليه وسلم أقر امرأة على أنها أبت طاعة يهود في كشف وجهها!

لو علم المؤرخون ما أصاب حجاب نسائنا، لأسموا معركة بني قينقاع(معركة الحجاب)، ولأنه كان سببها برهان فرضه، وإلا ما قامت به امرأة بوجهه ذاك.

وإذا ساغ لرجل مناداة بكشف وجه النساء، ولمرض في قلبه، فما هو مسوغ أن تجأر به امرأة، وإذ كان الأصل فيها حياؤها وإباؤها، وبدل أن تزأر لفطرتها؟!

وسبحان الله! وإذ كلما نادوا بخلع الحجاب، فإنك تراه مكتسحا آفاقا بعيدة!

وكل يوم يزداد نوره عن سابقه، وإنما الأرزاق بيد الله الرزاق ذي القوة المتين.