مصطلح من مصلحات جرائم الحرب، ويعني أن تُباد فئة عِرقية تسكن منطقة جغرافية أو تُهجّر عنها لصالح فئة أخرى، قد تكون هذه الأخرى أقليّة في تلك الأرض أو أكثرية أو دخيلة، أي تغيير في ديموغرافية منطقة معينة تتعدد فيها العرقيات والهويات.
تحصل هذه الجرائم إما بطريقة غير نظامية على أيدي المرتزقة والميليشيات أو بطريقة نظامية على أيدي جيوش الدول، والطريقة الأولى هي الأكثر اتباعاً في التطهير العرقي لأنها تخلّص الحكومات من التبعات الدولية.
وإن اُستخدم المصطلح بدايةً ضد فئات عرقية، إلا أن القتل بناءً على الهوية يندرج تحت مفهوم التطهير.
شاع استخدام المصطلح خلال الحرب الصربية - البوسنية (1993) حيث مارس الصرب والكروات جرائم الحرب ضد البوسنويين عند رغبة الطرف الطرف الأول بتقاسم الأرض المعروفة بالبوسنة ويسكنها البوسنويين ورفض الطرف الثاني ذلك، سبقت هذه الجرائم تزوير الخرائط والإرث التاريخي للبوسنويين لسلبهم حقهم في الأرض.
وقد سبق هذه الحقبة ما يحصل في فلسطين حيث بدأت الهجرات اليهودية المنظمة أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ثم بدأت عمليات التطهير للفلسطينيين والعرب بغرض إحلال اليهود الجدد، وما زالت.
العراق لم يكن بعيداً عن هذه العمليات حيث نشطت منذ سقوط بغداد (2003) إذ يُقتل العراقي وتُباد أحياء وقرى بناءً على الهوية السُنية، وتنشط حالياً في ديالي.
سوريا ورغم أن ثورتها الشعبية (2011) قامت على مشتركات بين الطوائف إلا أن قراها ومدنها تتعرض لهذا النوع من التطهير القائم على الهوية السنية حين دخل في مواجهة الثوار الحرس الإيراني وحزب الله.
تظهر آثار التطهير في تبعاته بعيدة المدى إذ يُمكّن المجرم الجديد من ادعاء أنه الساكن الأصلي للأرض ووريث تاريخها وقد محى بيوت السكان الأصليي وحّرّقت وثائقهم وكمم أفواه البقايا منهم، وهذا ما يُرى على الإسرائليين حيث يقدمون أنفسهم سكاناً أصليين في أرض فلسطين، يظهرون على المسارح بالفلوكلورات الشعبية الفلسطينية ويقدمون المطبخ الفلسطيني ويتهمون الفلسطيني باحتلال أرضهم.
5 ربيع الثاني 1437
@ArakDiary