(التطبيع ) .. هل هو مفهوم ذو وجهةٍ واحده ؟ أم أنه يأخذ أشكالاً وأنماطاً مُختلفةً بحسب الرؤية والموقف السياسي لمن يطلق هذا المفهوم ؟!؟  لِنقُل أنه عندما تصبح العلاقات السياسيه والامنيه والاقتصاديه وربما الاجتماعيه مع العدو الصهيوني طبيعيه ؛يكون بذلك قد تحقق مفهوم التطبيع الأوضح والأدق . والسؤال الان : العدو الصهيوني اليوم هو عدوٌ بالنسبة لمن ؟!؟ وحليف او صديق لمن!؟ومن يقرر ذلك ؟ (اقصد الاعداء والأصدقاء) ومن يُدير ويُجيد التلاعب بالمفاهيم والمسميات والأهم بالمبادىء والأولويات ؟لنتفق جميعاً ان الأحتلال هو وضعيه مؤقته ومرحله عابره سوف تنتهي لا محاله ، ولكن لننظر بعين الواقع ونتعامل معه بواقعيته المفروضه وليس الأمنيات المُعده كزادٍ للمستقبل ، وفي ظل موجة المجاهرة بالتطبيع الحاصلة اليوم وتغير مجريات الأحداث بشكل متسارع بما يخدم المشروع الصهيوني الكبير 

لنأخذ مفهوماً عكسياً للتطبيع ولكنه واقعياً ؛حيث انه وفي ظل الحصار والاحتلال وسياسة العزل وتحجيم العلاقات بين فلسطين والعالم والجسم العربي كاملاً بغض النظر عن تقسيماته وتجزأته هو الآخر،  هل يمكن لفلسطين ان تتمتع بعلاقات طبيعيه او شبه طبيعيه معه ؟؟ قد يبدو الامر غريباً ولكنه امر واقع . اليوم هنالك اصوات وادوات قد تكون شعبيه او قد  تحمل طابع المقاومه تسعى لنشر هذا المفهوم وتعميقه وهو (العزله الفلسطينيه ) وتستند لتحقيق هذا الهدف بتعظيم خلافات عابره او تطويع الاعلام الاجتماعي وتضليل الرأي العام بتفاصيل من الممكن بل من الواجب تجاوزها

من حق كل عربي ومسلم ان يدخل فلسطين ،وان يحضى ببركة مقدساتها الدينيه ، وبرأيي يعتبر هذا اكبر رد مناهض قد يتلقاه العدو نابعاً من وجدان الشعوب العربيه واصرارها وتأكيدها على عروبة فلسطين وإدماجها بيوميات الشعوب نكايةً بكل محاولات التغريب والعزل . و لنسمي الأشياء بمسمياتها ؛ لاشك ان المتاجرة بالقضيه الفلسطينيه عبر السنوات الماضيه قد وصلت حد الاشباع ؛ ايران الشيطان الأعظم ومن خلال محاور مقاومته الزائفه للأحتلال استطاعات غرس انيابها والتمركز الجغرافي بالوطن العربي بل ونجحت بالقدرة على شق وحدة الصف الفلسطيني الى عملاء علنيين مع الصهاينه وعملاء اكثر خُبثاً يقتاتون من فتاتها . دعم ايران لم ولن يكون مجاناً ودون مقابل ، ودفع المقاومه للعب ادوارٍ اخرى (بديله عن المقاومه ) بطبيعة الحال تخدم وتدعم الوجود الايراني المرتبط ضمنياً وبالدرجة الاولى بأطالة امد الاحتلال الصهيوني لضمان التواجد بذريعة المقاومه ، علاقة كل ما سبق بالتطبيع تتمثل بتعميق الخلافات وخلقها ووضع فلسطين موضع المنعزل والغائب عن كل الوجود العربي بكل المحافل والمناسبات مهما كانت بسيطه .وهذا ما يؤسس لمطالبات مبنيه على أُسس مغلوطه ومفاهيم ضيقه لعدم اقامة علاقات طبيعيه مع فلسطين تعيدها لموقها الطبيعي كبوصلةٍ مُحدِده لكل وجهات السياسه العربيه وتوحيدها واعادة صياغتها من جديد .مالذي يمنع ان تستضيف فلسطين على ارضها مثلاً النشاطات الثقافيه والاجتماعيه والرياضيه والشبابية بشكل عام ؟لابد من مد جسور التواصل بين فلسطين والعالم حتى تبقى حاضرةً امامهم وفي قلوبهم دائماً وهي قضيتهم الاولى ..وعنوانهم الثابت نحو الحرية والكرامه .