Image title(1)

هل التقينا ذات يوم حقا؟

ما الذي جعلني أطرح هذا السؤال الآن، بعد أكثر من عقد مُذ عرفتك؟ أيُعقل أن تلجأ الخيبة إلى النسيان مستعصمة به، هروبا من واقع مُحزن؟

(2)

“لا مجال للهرب، سنعيش حتى يدفن أحدنا الآخر”.. هكذا قلتِ. كأن الحياة لديكِ جسرٌ للموت فقط، لا تهمك منها سوى العبارة الساذجة التي تُكرّر في القصص الخرافية: “وعاشا سعداء حتى أتاهم هادم اللذات”. تُرى: ما الذي سيهدمه الموت إن       لم يجد في حياتنا لذّة ليهدمها؟

(3)

لم يسمّون القصص التي تُختتم بنهايات سعيدة، حيث ينتصر الخير على الشر، “قصصا خرافية”!

(4)

لماذا أشعر أن الحياة تحولت إلى سجن كبير، حُكم عليّ فيه بالمؤبد عيشا معك؟ معكِ فقط أكتشف أن القلب الذي أحب حدّ الجنون يمكنه أن يكره حد الجنون أيضا.

ربما كان أفضل لو لم نلتقِ.. ربّما كان ذلك أجمل.

(5)

“ليتني كنت أجرأ من قصائدي”. هكذا يقول الشاعر الذي لا يشعر بطعم الحياة سوى في قوافيه! هي شيزوفرينيا المُبدع الذي يخلق بكلماته حياة موازية. للقارئ متعة الإحساس المتولد عن دقة تعبيره، وله هو النزف إبداعا حتى الموت.

(6)

قالت لي إحداهنّ يوما في معرض الحديث عن غادة السمان: “هي حزينة حدّ الإبداع”! قلت لها: “بل هي مُبدعة حتى الحُزن.. فأنا أجزم أنها عاشت حياة تعيسة”. كلانا مُحق في وصفه، ما دام الحُزن والإبداع وصفان مُتلازمان إذا قررا الانصهار في روح الحرف.

(7)

ما يؤلمني: حِملُ التاريخ الذي يُثقل كاهلي.. الاحتباس العاطفي، وأنتِ.

(8)

 “أنتِ”.. ضمير متنمّر، مبتدأ لحكاية خبرها محذوف، تقديره: “خيبة”!

(9)

تُرى، هل كنتُ لأكتب لو كنتُ سعيدا؟ صدق من قال: الكتابة تعويض!

(10)

يقول أنا الشاعر: “هذا القلب الذي أحبك ينزف حروفا.. حبذا لو أوقفت هذا النزيف بضمادة حنين”.

 (11)

“الناس صنفان: صنف خُلق للحب، وصنف خُلق للكتابة عن الحب”.. قال لها.

سألتْهُ: “وأنت من أي الصّنفين”؟.. أجابها: “من الذين لم يُخلقوا بعدُ”.

(12)

كم أحببت أن أحبّك.. كم كرهت أن أكرهك.. كم رغبتُ أن أرغب فيك.. وكم خفتُ من خوفي منكِ! هل جرّبتِ يوما: أن تقاطعي قطيعتي!

(13)

هل كنتُ أنظر إلى ما وراء الغيب حين كتبتُ يوم أحببتك: “الحبّ مقبرةُ المشاعر كلّما * جاشتْ، تبدّى بالفَنَا موصولا”!

(14)

يحدث للحب أن ينقلب على نفسه، فيستحيل كراهية متخفّية برداء الكبرياء!

(15)

بعض القلوب تنسى القاعدة الأولى للحب: أنه يُبنى على أنقاض الإكراه لا على أسسه!