مررت بأيام عديدة كانت أشبه بالغرق
كنت أعيش في صراعات داخلية لا تنتهي
كنت أشعر أني طائر أسير في زاوية القفص
لا أحد يلمحني أو يفكر أن يحررني
كانت مشاعري مشوشة وعقلي يردد أنني
لا أُحتمل ولا يمكن فَهمي
كنت لا أعلم مالذي أريده ومالذي لا أريده !
بدأت اتساءل كيف سأصل إلى السلام النفسي متى سأحرر نفسي من كل هذا التيه ؟
متى سأتخلص من عقدة الدونية
اتسعت بؤرة تساؤلاتي
بدأت بالنظر لأمور حياتي كافة
قرأت و بحثت ووجدت أن أول خطوة للوصول إلى السلام النفسي هي العزلة
فكما قال دستويفسكي : العزلة زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله
اعتزلت بنفسي سمعت صوت روحي
رتبت أفكاري و أولوياتي
واجهت مشاكلي و أحزاني التي طالما هربت منها
كانت رحلة العزلة طويلة و لم أستغرب ، كنت أعلم أن الوصول إلى هذه المرحلة لن يكون بين عشية وضحاها
قطعت على نفسي عهد بأن أجعل الأولوية لنفسي في كل شيء و أن لا أقحم نفسي في نقاشات عقيمة بِلا قيمة
و أن لا أسهب في مشاعري
ولا استنزفها في المكان الخطأ
اقتلعت جذور الوهم وزرعت الحقائق
تقبلت الآمي وعيوبي و أخطائي
توقفت عن لوم نفسي ونقدها وتقبلت كوني إنسان لا بد أن تخور قواه ويتداعى ويفشل
لكن الأهم من هذا أن لا أقف على رأس الخطأ بِلا حراك
بل أجعل منه بدايةً للإنتصار
تخلصت من كل ما يؤرقني
من عادات وصفات سيئة
صببت جلّ تركيزي على نفسي وصفاتي الجيدة
كنت أرددها بشكلٍ دائم حتى ترسخ في أيامي وتؤثر على طريقة تفكيري، ولأوجه عقلي نحو الهدف مهما كلّفني ذلك من وقتٍ وجهد
مارست التأمل وكان بمثابة جهاز مسح يستهدف جميع الأفكار المؤذية
كثّفت من قراءة الكتب
التي تحض على تطوير الذات وتوسع المدارك الذهنية وتعزز الثقة بالنفس
تخلصت من جميع المحبطين أو بالأصح وضعتهم على الهامش
كانت تطرأ علي حالات ضعف ويأس وكنت أشد أزري بقوله جل وعلا : (قَال الله إنّي مَعَكُم) كنت استشعر قربه و يغشاني السكون .
و أخيرًا بعد ماوجدت الإجابات و نجحت في الوصول إلى السلام النفسي بعد شهور عديدة أود أن تحظون جميعًا بلذة الوصول و أن تكون مقالتي مرجع لكم حين تقررون الوصول له .