خ
خالد دومه

روائي وكاتب مقال

مدة القراءة: دقيقتين

رياضة النفس

أحاديث الجسد متعددة كثيرة, لغة العيون والشفاة, حركة الجباه, ألتفاتة الرأس, حركة اليد, تكوين الجمجة, الطول والقصر, النحافة والسمنة, كثافة الشعر وندرته, التشابه بين الناس, المفارقات الشخصية والإنسانية, هي أشياء كثيرة متناثرة, في الإنسان, تنم عن طبيعته وسلوكه, وتعطيك بعض سماته الشخصية والنفسية, تتنبأ بمواقفها تجاه الموضوعات والأحداث التي تقابلها, إنها سطوة اللحم والدم على حركات الإنسان وتصرفاته, هي ما يخبرك عن بعض ما يدور في أعماق الأخرين من أفكار واتجاهات وأراء, حتى الأفكار يوجد لها صلة بتكوين جسد الإنسان وبأعصابه, فهل الإنسان مجبر على خياراته واتجاهاته, مفروضه عليه, وإن لا؟ فما الذي يتحكم إذا كان هذا واقع لا شك فيه, أين الإنسان في خضم كل هذا العدد الهائل من الهرمونات والخلايا التي تتحكم في وضعه, وتجعل سلوكه لا إرادة له فيه, إنما هو كلما يَملى عليه أمر فيجيبه طاعة, دون نقاش, كل ذلك دون أن يدري ظنا منه أنه هو صاحب القرار وأن ما يقوم به هو فعله الناتج عنه, إن مشيئته ليست مشيئته, إنما هي مشيئة اللحم والتكوين, مشيئة العظام التي ولد بها....ولو أنه تصرف على غير ما تملي عليه طبيعته وتكوينه, ففيها أيضا شيئا من الإجبار, إذا كان ما يملي عليه أيضا شيء ولد به, فهو الذي يحركه إن شر أو خير, إنها قضية شائكة محيرة, تترك أسئلة كثيرة تحتاج إلى تفكير طويل, ووقفة متأنية للأخذ والرد, ومناقشة الأراء والمتولدة من هذه الفكرة, التي تطرح مشكلة تحتاج إلى حل, فلا مناص من مواجهتها لتصل إلى حل مرض, يقنع العقل, وتستريح له النفوس, وتطمأن له الضمائر.

إن رياضة النفس على الفضائل, هي تربية سليمة لكبح جماح النفس, وعدم تركها للأهواء, وما أعتادت عليه من خرق وحمق, عندما تعرف من نفسك عيب وجب عليك تقويمه بالتربية النفسية والجسدية, فإذا كنت سريع الغضب, فأمتلاك لزمام نفسك, وكتم غيظك والتدريب على ذلك هو الوسيلة لتجعلها تسير في الطريق الصحيح, مع الوقت والتكرار صارت طبيعة وعادة حسنة, تكتسبها لتهذيب النفس, ولا بد من عزيمة وإرادة تدعم, وإيمان قوي بما تفعل, فالفرق بين طبائع الناس أن الكل يريد, أن يكون على أجمل صورة وأفضل مكانة, فالذي يفرق بين واحد وأخرى, أن منهم من يكون لدية باعث قوي لتحقيق ما يريد, وإرادة تؤازرها, وتدعمها, أم الأخر فإن الباعث لديه ضعيف, والإرادة أضعف, فلا يتعدى أمر التمني فقط, ولا يتزحزح قييد أنملة إلى تحقيق ما يريد وما يطمح إليه.


خ
خالد دومه

روائي وكاتب مقال

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات