اجتمعا عليه وتفرقا عليه
كان الحب عرشا ساميا بينهما, لم تدنسه خطيئة أو شهوة أو رغبة, اجتمعا على الحب وتفرقا عليه, ألتقت أرواحهم عليه, وظلت على العهد به, جاءا إلى الدنيا, وسوف يفترقان, ولم يخاطبها بكلمة واحدة, ما عدا إشارات بالعين مرة, وبالقلب مرات, أكتفيا به, كانت هي النار التي تشعل صدورهما بالحب, وتجعله لا ينسى أو يتراجع, سكب في روحه معناها, وسكبت هي أيضا في أعماقها نفسه, أمتزجا كان في أيام الصفا والوحدة, يعيد بعض شرائك الماضي القديم, ويتناول ذكريات خياله ويرق لها, وترهف حسه ونفسه, كان يقوام كبح جماح خياله, ولكنه عند لحظة ما, كان الضعف سيد الموقف, فيهيم معه, ويشطح ويصعد إلى الدرجات العلوية, وأقصى ما يستطيع ..