في اللحظة التي كنت أعجب فيها من اللون الأصفر الذي يجيط بي 

وجدت هذا العمل الدرامي أمامي وكأنه يقول لي:

* إنها الحياة!..

mad max fury road ..

هذا الفيلم القاحل الذي قد يراه البعض ضربا من الخيال, هو في الحقيقة ليس بعيدا جدا عما نعيشه, فلكل منا مرحلة صفراء

 يعيشها, تشبه الى حد بعيد روح هذه الصحراء وماهيتها, فإذا تأملنا الفيلم من اول لحظة, تجلى لنا القحول البادي للعيان رمزا لحقيقة القحولة في انفسنا او في واقعنا الذي نعيشه.

هو فيلم يختصر صورة الحياة ببشاعتها وجفافها وجشعها وكل تناقضاتها ..

يبدأ الفيلم مرتديا الثوب الاصفر رمزا للجفاف: جفاف الروح, جفاف المشاعر, جفاف الارض, جفاف الإنتماء.

حتى الاسماء .. لايحملها الكثيرمن ابطال الفيلم  .وكأنه يقول للمشاهد:

أسمك هوماتقدمه!.. 

لهذا يُنادى بطل الفيلم  بكيس الدم, الممول بطاقتهِ زمرة طاغية تمتص الدم وتحتكر الموارد, وتخلق البشاعات, ثم تتأمل في خلق سليم بعد ان تشوهت مواليدها, لردائة الاوضاع السائدة.

وهذه النقطة نشاهدها تحديدا في مطاردة "جو" الكبير لنسائه وتحديدا للمرأة الحامل التي تحرص بطلة الفيلم ذات اليد المقطوعة على تهريبها منه . 

والمرأة ذات اليد الواحدة هي بطلة العمل(تشارليزثيرون)

أما الإعاقة هنا فهي رمز لنصف القوة التي تمتلكها المرأة في المجتمع المظلم عادة.

تتعثر البطلة والنسوة اللاتي برفقتها بكيس الدم (بطل الفيلم) ماكس المجنون والذي يتم الاتفاق بينهن وبينه على تقديم المساعده لبعضهم  لاجل تحقيق هدف الهروب من الطاغية وعصاباته .

والذي يفصح عن اسمه في نهاية الفيلم   بقوله: انا اسمي ماكس .

ويكون هذا الإعلان بعد مرور معركة حامية بحثا عن المأوى والهوية, او كما قالت البطلة بحثا عن الخلاص.

عُرِف الفيلم بماكس المجنون: طريق الغضب

(  (MAD  MAX FURY ROAD وهو فيلم حركة ومابعد الكارثة من اخراج وانتاج جورج ميلر.