د. علي بانافع
هذا المقال مُخصص إلى أخينا وصديقنا الحبيب الأستاذ وليد بن عبد الله باوزير، معلم الحاسب الآلي في ثانوية ابن حزم بينبع الصناعية، ونحن نشهد بدماثة أخلاقه وطيب معشره وحرصه على نفع الآخرين فتحياتنا له.
بداية أقول لا يشترط ببلاء المؤمن أن يكون شراً كما يتوهم كثير من الناس "فقر، جوع، مرض، حرمان" -كجائحة كورونا التي نعيشها هذه الأيام- قد يكون الابتلاء خيراً "ثروة، جاه، منصب، عِلم"، النجاة من الأول يكون بالصبر، والخلاص من الثاني يكون بالشكر شكر النِعم، وفي ذلك قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]. بعض الناس يكون حالهم مع الله جيداً عند الخوف والحاجة والابتلاء بالشر، إلا أنهم سرعان ما ينكصوا وينتكسوا حين تتحول بوصلة الاختبار إلى الابتلاء بالخير والعكس صحيح، وبالتالي فإن حال المؤمن متقلب بين صبر وشكر فمن نجح في الاختبارين فاز فوزاً عظيماً، ومن إمارات نجاح الشكر للمبتلين به هو طوافهم بين الصابرين ورعايتهم بما عندهم ليجتازوا أزمتهم قبل ان ينتكسوا، والأصل هو إخفاء العمل الخيري دفعاً للرياء إلا أن بعض الإظهار ضروري لتحويل هذا العمل الخيري إلى سُنة حسنة ولحث الناس على فعله، والحقيقة أن فعل الخير دائماً لوجه الله تعالى كفيلاً بنورٍ يضيئ طريقك طول الحياة وعرضها.
صباح اليوم الثلاثاء الموافق 1442/3/17هـ اجتمعنا بالأستاذ وليد باوزير برفقة الشيخين الفاضلين فهد العمري وصالح العمري، لكي يُفقهنا في منصة التميز -بحكم تخصصه- ويُعلمنا ما جهلنا مميزاته وفنونه وفوائده، لكي تستمر عملية التعليم عن بُعد ويستمر العطاء؛ إذ تنوء كواهل الآباء والأمهات من تدريس طفل أو طفلين، وتضج المنازل وتضيق الصدور ويتململ الصبر، لأن التعامل مع الأبناء أمر شاق جداً، يحدث هذا وهم فلذات أكبادنا وأقرب الناس إلى قلوبنا وأرواحنا، فما بالك بمن يتولى أمرهم ساعات طويلة، وهو لا يعرف عن بعضهم سوى الاسم فقط إنه المُعلم المُربي!!
حسناً فعل بنا الأستاذ وليد؛ فأعطانا جرعة بسيطة تليها جرعات إن شاء الله، جميعنا -سيدي الأستاذ وليد- لا نفقه في الحياة شيئاً، ونحن بحاجة إلى التعلم المستمر حتى نلقى الله بقلب سليم، ويظل في الروح ظمأ وفاقة وضيق وحرج لا تسعفها الكلثوميات ولا الوهابيات ولا الحليميات ولا الفيروزيات حتى تسقى بالإلهيات بأخلاق الأنبياء بنشر العلم وتنمية المهارات وبفعل الخير والحث على فعله …