أما قبل فـ"نحن من وقفنا زمنًا على متى ألقَـاك؟ نبت حُبنا على صوت وصل وغابت الصورة"

وأما بعد فيسرّني أن توالت اللقاءات حتى ما عدت أستطيع حصر كل واحد منها في نصّ كما كنت أفعل.

وأما الآن.. وقد استردت السّماء هبتها ؛ فأنا خائف من الطريق الطويل الذي كنت أقطعه بابتسامة لأنه يؤدي إليك، خائف من وحشة الأماكن بعدك، خائف من انطفاء كل شيء تلوّن في عينيّ بمجيئك، خائف من يباس الوقت واللا مبالاة وموت الشغف وبرد الشعور، خائف من هذا الحبّ الكبير الذي زرعه الله في صدري وسَقيتِه وسَقيتُه حتى استوى على سوقه .. خائفٌ  عليكِ أنت، وأعرف أنك تفعلين.

لذا فاعلمي أنني سأكون لك طمأنينة كلما خفت، وسِعة كلما ضقت، وأني إن ذقتِ مرّ الحياة أفدي عيني قطعة حلوى، وأنك لن تخرجي من دعائي ولو بمقدار صلاة، وأن قلبي سيشد رحاله إليك أينما يمّمتي فمدّي إليه قلبك.

هبيني الطمأنينة واطمئني، اطمئني كآخر ما أتمنى.