لكل إنسان موهبه أو فن أو قدره قد رزقه الله إياها لكى يستخدمها و يسخرها فى خدمة الأخرين.

و كل إنسان عليه أن يكتسب كل يوم مهارات و فنون تؤهله لكى يرتقى و ينجح فى حياته.

هذه هى العلاقه بينك و بين البشر ، فلكي تتفوق عليهم عليك أن تتعلم و تكتسب كل يوم شيئً جديداً ، فهذا هو الأساس الذى تبنى به علاقتك بغيِرك .

أما علاقتك بربك فهى مختلفه و لا يمكن قياسها و مقارنتها بعلاقتنا مع بعضُنا البعض .

فعلاقتك بربك هى علاقة حب و رحمه و خير و سلام و توجيه و إرشاد و تعليم .

وربُك سبحانه لا يطلب منك فى مقابل ذلك إلا أن تُطيعه و لا تعصي أوامره.

فإذا أردت أن يُحبك ربك فعليك بإكتساب الحسنات و البعد عن المعاصى و السيئات .

و إكتساب الحسنات هو فن و لكن ليس كأي فن ، فأنت تتعامل مع ربك الكريم العظيم .

فعند إكتسابك الحسنه فهو سبحانه يضاعفها لك فوراً إلى عشرة أضعاف بدون أن تطلب ذلك .

فأنت إذا أردت أن تتاجر مع ربك بإكتساب الحسنات لكي يُنميها لك فتجارتك حتماً رابحه و رائجه و دائمه و لا يُخشىَ عليها من الضياع أو التلف أو الكساد .

و التجاره مع الله سبحانه و تعالى سهله و بسيطه و لا تحتاج إلى و سيط و لا يوجد بها شروط أو تعقيدات ، فربُك يعطى بغير حساب فهو الكريم الوهاب سبحانه .

فقط هناك قاعده واحده مهمه إذا أردت أن تُتاجر مع ربك و تكتسب الحسنات "أن تجاهد بمالك و نفسك في سبيل ربك".

قال تعالي (إن الله إشتَرَى من المؤمنين أموالهم و أنفسهم بأن لهم الجنه)التوبه "١١١"

و قال تعالى (إنفروا خفافاً و ثقالاً و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ) التوبه" ٤١"

فعليك أن تعلم أن هذا هو الخير لك في دنياك و أخرتك.

أما إذا أردت ألا تبور تجارتك و أن يوفّيّك ربك أجرك و يزيدك من فضله ، فعليك أن تلتزم بثلاثة محاور في حياتك :

١- تلاوة كتاب الله أناء الليل و أطراف النهار  .

٢- إقامة الصلاه .

٣- أن تنفق مما رزقك ربك سراً و علانيه.

قال تعالي (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاه و أنفقوا مما رزقناهم سراً و علانيه يرجون تجارةً لن تبور * ليوفيهم أجورهم و يزيدهم من فضله إنه غفورٌ شكور)٢٩,٣٠ "فاطر"

و أخيراً عليك أن تعلم أن الجنه ليست شعاراً بدون عمل ، و أن الجنه و النار طريقان مختلفان لا يلتقيان أبداً ، فاختر طريقك من الأن ، و لا تطمئن إلى أنفاسك فالنفس الذى يذهب لا يعود !!
و عليك أن تتعلم فن إقتناص الحسنات ، بالإخلاص و الصبر و الصدق ، فإن الله سيُظهر إليك الحسنات و يقربها منك ، و ما عليك و قتها إلا إقتناصها و إلا ستولي مدبره و لن تعود!!