ثم إنني أكتب لتتحرر الفكرة وينسدل الستار عن الحقيقة أو عن السراب

لا أدري أيهما أحق أن ينسدل الستار عنه ..

إنني أكتب حتى لا أبقى سجينة الكلمة ، حتى لا تتشابك الخيوط في مخيلتيولا تنتحر القريحة خوف الانكشاف على الورق .. أن لا يكثر الصخب وتتفاقم الفكرة إلى فكرة أكبر منها .. أن يعم الهدوء والسلام !

حيث الطريق الذي لا نعرف اين النهاية التي يحملها ، إننا نمضي .. نمضي بكل عزم وعفوية علّ العفوية تنقذنا من التعقيدات والأحجيات والمتاهات التي لا تنتهي .. إننا فقط نمضي

ليس حباً في المضي ولكن الحياة لا تمنحنا الفرصة للعزاء والنحيب والاتكاء ..

إنها تريد منّا أن نمضي ..

على كرسي الانتظار في محطة القطار جلست الفتاة وبجانبها عصفور يبحث عن الطعام .. كان لابد لها من إطعامه لأنه ما انفك يطلب منها بإصرار الجوع والفقر ، دونما اعتبار للكرامة الباقية !

تكمن المشكلة في أنه لم يكن هناك شيء ليسد جوع العصفور .. لا فتات ولا حبوب ولا مياه !

أيهما أجدر بالطعام !

الفتاة الجالسة في انتظار القطار إلى محظة أخرى بحثاً عن الطعام ، أم العصفور الجائع الباحث عن الطعام !

الحقيقة لا أحد .. فالعصفور يحمل جناحان يستطيع بهما الطيران حتى يجد الطعام ، بيد أنه قرر أن يجد الطريق الأسهل

والفتاة تحمل في جيبها أجرة تذكرة القطار التي تستطيع أن تحصل بها على الطعام !

ولكن يبقى السؤال في الاستمرارية !

كيف يستمر الفتاة والعصفور في العيش معاً ! حينما لا يجدون الطعام

إنها الفكرة التي تجعل الخيارات محدودة ، مقتولة الاتساع ، لا مجال لحريتها !

إننا كالفتاة والعصفور .. نعيش في عالم لا نجد فيه ما يكفي من الطعام ، ثم إننا نقرر المضي أو البقاء وطلب الطعام .. هكذا نمضي بلا هوادة

أميرة البادية