التجاهل يا سيدي .. يجعلك تستمر بالعيش في تلك المرارة التي وصفها الكاتب في كتابه مورفين !

إنه يشبه الإدمان تماماً ..

ما إن تحاول الانقطاع منه حتى تبدأ سلسلة الهلوسات والهذيان والمشاعر البائسة المظلمة !

‏ثم بعد ذلك .. تقضي بعض ليالٍ وأن تتخيل أن أعز البشر إلى قلبك أصبح وحشاً ..

وأن الزوايا المنحنية في الغرفة أصبحت مقوسة ~ وأن مربعالمساحة قد تحول إلى دائرة .

‏تعيش في ذلك الوهم المغلف بالأفكار الخاطئة .. بكل العقل اللاوعي الذي تحمله ..

تعيش في زنزانة تمشي بداخلها الحشرات التي لطالما أفزعتك فيالمنام ..

وتختبئ بين أصداء أعمدتها المدورة ~ ذلك الملثم الذي جاء ليقتلع قلبك !

‏لا فائدة من الفرار ~ فالحديد يحيط بك من كل جانب , أنت كالمكبل من ذراعيه وقدميه ..

لا أمل له في الهروب .. لا مفتاح ليحرره

‏تعيش هكذا لأيام .. تنسى عدد الصلوات ، تنسى الواجبات والحقوق وتعيش في قوقعة سوداء جداً ..

لا تستطيع أن ترى فيه سوى بريق عينيك ! ... هذا إن كنت تحمل بريقاً .

‏تستيقظ ذات صباح ~ لترى كثيراً من الدماء على الأرض .. الجدران ملطخه ..

والسرير ملطخ كذلك ، تنهض بكل بطء كأنك ملعون بثقل الخطايا !

‏تتجه إلى المرآة فتدرك أن قلبك قد رحل ..

وأنك الآن عدت إلى البداية .. بلا ذاكرة وبلا وجود.