د. علي بانافع
حياة الإنسان بدون هدف ليست حياة طبيعية، وإنما أشبه ما تكون بحياة النبات حيث يبقى طول عمره قريباً من الطين مدبراً لنفسه الماء والعناصر الضرورية اللازمة، فهو يُصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ليس إلا، العيش بدون أهداف سامية تجعل المرء يدور في حلقة مفرغة كالحيوان البري -أكرمكم الله- في حديقة الحيوان ليس معزولاً عن بيئته الطبيعية فحسب، بل إنه قد أصبح معزولا عن أعماق ذاته، الحياة بلا هدف مجرد استهلاك للأكسجين على كوكب الأرض، والمثابرة هي البطل الدائم في حياة كل الناجحين المتميزين المتفوقين، وهي السِرْ العميق وراء تحقيقهم نتائج عظيمة، المثابرة تعني القدرة على الاستمرار في العطاء رغم الصعوبات والمعوقات والظروف غير الملائمة، المثابرة تعبر دائما عن روح الإصرار والصمود وصلابة الإرادة وأن من يتمتع بهذه الصفات شخص يصعب هزيمته!!
وهذه الصفات تنطبق تماماً على أخي -الذي لم تلده أمي- وصديقي الصدوق الذي افتقدته كثيراً منذ أن غادرنا لأكثر من خمس سنوات، والذي أُعِدُّه من حسنات ينبع الصناعية المعدودة، فقد زفت تباشير الفجر اليوم إعلان مناقشة أُطروحة الدكتوراه للباحث/ عثمان بن مصطفى النعمان، مساء اليوم الاثنين 1441/9/18هـ فأدعو الله بإلحاح شديد أن يبُارك ويُكلل جهودكم ويحقق مقصودكم ويبلغكم الهدف المنشود، النجاح والتفوق والتميُّز هو دائماً -وبلا أدنى شك- حليف المواظبين عليه، فمن يعمل جاهداً في حياته ليس فقط من خلال أعماله إنما من خلال أفكاره، فلا بد من أن يلقى النجاح في نهاية المطاف، كثيرون هم العظماء من الرجال الذي رسموا للنجاح طريقاً، حتى بات درباً بحد ذاته للتألّق وبلوغ النتائج المرجوّة بمشيئة الله تعالى.
إن الكتابة عن مثل أخي وصديقي الدكتور عثمان النعمان لمن أشق ما يكون لتعدد جوانبه الشخصية والعلمية والفكرية والخيرية، وإن كنت قد أكرمني الله بصحبته طوال عشر سنين، وكثرة مرافقته، فإذا استحضرت كل ما شاهدته وسمعته منه مباشرة أو عنه بواسطة، أو لمسته من جوانب صحبته وعشرته ففيها الكثير، فإني ملزم بالكتابة عنه -لو تأثرت بالعاطفة- فإني معذور، فهذا حال كل مُحب مع كل أخٍ قريب وصديق عزيز.
استسمحك الدكتور العصامي الخلوق عثمان أن أقول لك كما أقول لإخواني وأصدقائي الخُلَّص من سويداء قلبي وعصارة فكري، كم يكون الإنسان سعيداً حينما يرى أخيه وصديقه النجيب وقد نبغ، ومُنح أعلى الشهادات، وتسنَّم أعلى المناصب والمراتب، وأنت واحد ممن أرى وأتوسَّمْ فيه الرقيّ علمياً وخُلقياً، ومكانًا ومكانةً، سعيدٌ أنا أنّ ظني وحدسي لم يخب فيك وفي ثُلّة قلتُ عنهم إنّهمّ نوابغ مثاليين متميزين مثقفين، وأن فراستي لم تذهب أدراج الرياح حين قلت أنّكَ عصامي لك احترامي الفائق، ولأدبِك السامي، وأسلوبِك الراقي المتجانس المتناسق.
نفع الله بك وبعلمك وزادك علماً وعملاً وإيماناً وصعوداً ورقياً ورفع قدرك في الدنيا ورزقك من فيض نعيمه في الآخرة🤲