في يوم السبت العاشر من شهر محرم 

لعام الف واربعمائة وتسعة وعشرون ..

عند الساعة الثانية عشرة وخمسة واربعون دقيقه

رحل ابي ..

رحل الى جوار ربه .. بهدوء ودون ضجيج يحدثه 

كعادته .. رحل ابي ،وترك لي ولإخوتي من بعده ذكرياته وصوره ..

والتي تشفي ولو بالشيء القليل غليل اشتياقنا له

رحل وترك من بعده .. ثيابه ووسادته وصدى صوته الذي لا يزال يتردد في مسمعي "ارفع رأسي يا شليويح" 


لم يستغرق دفنه وقتاً طويلاً . فقد يسر الله له كل عسر حال بينه وبين ذلك .

كان ابيض الوجه ،خفيف الوزن عند نقل جثمانه الى مقبرة "البقيع" ..

في عزاءه ..

حضر جمع غفير ، لم يشهد له مثيل .. وهطلت الامطار 

واستمر هطولها طيلة ايام عزاءه الثلاثه ..

رحل بجسده ، لكن روحه لا زالت تلازمني اينما ذهبت وعلى اي حالٍ كنت ..

في سعادتي ،وشقائي ، و اثناء لهوي او صلاتي ..

لا تمر ثانيةً دون ان اذكره بدعوة صادقة نابعة من قلبي ..

رحيله ترك في داخلي اثراً كبيراً .. جادا قلبي ولساني في تبيين ذلك الاثر من خلال قصيدة

رثاء كتبتها فيه بعد رحيله :  

ابكيك يا شيخٍ ترعرع على ساس

ساسٍ  متينٍ ما عليه اختلافي ..

ابكيك يا ابويه وتبكيك هالناس 

وتبكي عليك وسادتك واللحافي 

انا اعترف بعدك تجرعت من كاس

فيه الهموم ثقال ماهي خفافي 

هموم ما تقدر على حملها ناس

حتى جبال طويق منها تخافي 

يالله يا عالم مقادير هالناس 

يا عالم بالامر ظاهر وخافي 

تكسي جسد صادر من الرحمه لباس

وتغفر له ذنوبه .. ثقالٍ خفافي .