تك 

تك 

تك

م

ر 

ع

ا

م

هذا الطرق المتكرر على مسامعي يؤذيها يجعلني أضع يديَّ بشكل لا إرادي على أذنيَّ أحاول أن أصمهما ؛ هشششش ياتشرين  الجراح نائمة        لا توقظها ليس لها أن تعرى الآن , والطقس بارد كما ترى !                                                     أحاول كل ليلة أن أتفقد ذاكرتي أتحسس قلبي الذي صدئ بفعل الغياب ، ذاكرتي الكهلة مثقوبة جدا لم تعد مكتظة كالسابق !لكن هذه الثقوب كانت صغيرة جدا على أدق تفاصيلهم وجزيئاتهم الصغيرة , عالقة ,  وهي تؤزني كل مساء بأن أقول : مساء الخير يا أنتم

مر عام إذن 

لم يتغير شيء فيروز لازالت تغني للأرض ، للحب ولا زال صوتها مخمليًا دافئًا, لكني لم أعد أستمع 

مر عام 

وأنا لا أزال أقف على ذلك الطريق الذي لفظته المدينة المفجوعةبالراحلين والمشردين ، بالمنبوذين والتائهين أنا وحقيبتي المهترئة انتظارًا والغربان التي لا تعرف وطنا نرهف أسماعنا كل مساء لحداء قادم من بعيد           كان يزداد بعدا كلما اقتربنا شوقا 

مر عام 

وأنا وقلبي الممزق ككراسة طفل وأفكاري التعبة وبريدي الذي تسكنه قبائل العناكب نجتمع كل ليلة كأسرة فقيرة على حساء بارد في مساء بارد نرقب قدوم رغيف ساخن كما ترقب النساء والأطفال و النوارس مقدم مركب قد فقد ربانها بوصلته ذات عربدة وسكر.

مر عام

أحاول أن أحصي عدد الكذبات التي ارتكبتها من على سقف كبرياء مزعوم كان علي أن أقول أني بكيت يوم رحيلهم ، حزنت غضبت ، هذا السقف , ينهار على رأسي الآن!

مر عام

وأنا لا أزال أجلس على ذلك الكرسي الخشبي أنسج أشياءهم الصغيرة الكثيرة حتى تبدو كسجادة شيرازية ثم أتوسدها وأنام.

مر عام

والريح تعبث بالروح تقلبها بنزق كما تقلب صحيفة ملقاة على شارع مهجور , اليوم, لم أعد أكترث لهذه الريح إذ أن روحي بدت عارية , عارية من كل شيء!

مر عام 

وأنا أيمم قلبي مع صباح كل فقد شطر وجوههم ،  قلوبهم ثم أتوضأ بهم , ليبدو هذا القلب أكثر ضياء وسكنى.

مر عام

وأنا أتوكأ على ضحكاتهم وأهش بها على وجعي عل هذه الحياة تكون أخف وطأة.

مر عام

وأنا أنظر إليهم من أعلى قمة في القلب , الجرح ,مازالوا يغرقون غيابا ومازلت أفيض شوقا!

مر عام

وأنا أربت على أوجاعي وأهدهدها بكف رثة ممزقة اليوم أجدها بلا أصابع !!

مر عام

وأنا المرأة التي ارتدت ذكراهم كثياب مبتلة بمطر تقف في ليلة ماطرة راعدة على رصيف مكسور موجوع بأقدام المنتظرين الموعودين و اللاموعودين إن خلعتْها عريتْ وبردتْ وأن أبقتْها سقمتْ بها وبهم!! 

مر عام

وأنا أطرز الأرجوان على الستائر المجدبة وأجدل سنابل القمح المبللة وأنتظر مواسم حصاد لا تأتي!

مر عام 

ومازال طعم أيامهم في فمي ، وحكاياتهم التي بدت كأساطير شرقية كتبت بسريانية قديمة,ما أنفك أرتلها كتعويذة طاهرة كلما خيم أرق وأطبق جرح.

عام ..عام ..!

وأنا أرى الكتابة حماقة نرتكبها كلما صودر النوم والحلم , الحبر و الكراريس , السمع والبصر الآن والآن فقط أشعر أن أبجديتي حافية ممزقة وعارية !!                                                       احتاج إلى لغة إضافية فثمانية وعشرون حرفاً ليست كافية ولا يسعها أن تكتب عام موغل بالفقد والجراح كهذا !