د. علي بانافع
نعم ستنتهي وتتعدى كغيرها من الأزمات، لكن الذي لا ينتهي الجدل البيزنطي مع كل أزمة وقضية، وسنبقى نستجلب الآراء من هنا وهناك لنصرة ما نريد، كورونا هل هو غضب رباني، أو من جنود الله، أو عقاب إلهي، أثناء وبعد أي أزمة تمر بالإنسانية -والمسلمون منهم- تثار عدة نقاشات، منها ما هو علمي بحت، ومنها ما هو فكري، ومنها ما هو غيبي ميتافيزيقي، وكورونا ليست استثناء مما ذُكر، لذا تناولتها الألسن المتعددة والأقلام المتفاوتة نظرا ورؤية وتفسيرا، ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات.
سنبقى نستجلب الفتاوى من هنا وهناك لنصرة ما نريد، وسيبقى كُلنا مفتي ومُجتهد ومفتي عام مسجده ومنطقته، وسيبقى التعبُد بالخلاف والشذوذ ديدن الكثير منا، لكل العلوم أهل تخصص إلا العلوم الشرعية فهي ملك الجميع بدون حصر، الأزمات والفتن تتطلب اجتماع وإتلاف وتراحم لعل الرحمن يرحمنا، نحنُ نستجلب الخلافات السابقة والمشاكل القديمة.
الحقيقة أن هناك أزمة حادة في فهم وإستيعاب "النوازل وإشكالياتها لدى عوام الأمة" لأن ما اطلعت عليه من سوء فهم، وتفسيرات خاطئة للكوارث والاوبئة، خلال الأيام القليلة الماضية، هل هي عقاب رباني، انتصار للمسلمين على من سواهم، عذاب للمسلمين لعلهم يتوبون، اختبار، فتنة، استدراج …. الخ، واكثر ما أزعجني في ذلك هو تفسيرات الناس العجيبة للصورة التي أظهرت الكعبة المشرفة من غير الطائفين والعاكفين والركع السجود، ثم بعد ذلك إغلاق المساجد، وإيقاف الصلوات والجمع حتى إشعار آخر، مع ان الكل يصلي تجاه القبلة -الكعبة- في مشارق الأرض ومغاربها، وان كانت أعداد المصلين والطائفين حولها قلت بفعل إيقاف العمرة مؤقتا، واجراءات التعقيم في الحرمين الشريفين، فان أعداد المصلين تجاهها قد زادت أضعافا مضاعفة بفعل الرعب من كورونا، عموماً الأزمة ستعدي لكننا لن نتفق على شيء!!