د. علي بانافع
البارحة مررت في طريقي لبعض شأني مضطرا بمسجدين اثنين مغلقين أذنا سوية لصلاة العشاء آذانًا انتهى بــ "صلوا في رحالكم صلوا في بيوتكم"، الأول: مسجد سلمان الفارسي رضي الله عنه، والثاني: جامع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وهو الجامع الكبير بينبع الصناعية، ما أحزنني واضطرني للصلاة في البيت عقب عودتي بسبب إغلاق المسجدين!!
ولكن وأنا في طريق العودة إلى المنزل أطرقت رأسي مليا، وخشيت ان يصدق فينا الحديث النبوي الصحيح: "إن من أشراطِ الساعةِ أن يَمُرَّ الرجلُ في المسجدِ لا يُصَلِّي فيه ركعتينِ"، والذي يعضده حديث آخر بذات المعنى تقريبا: "مِنِ اقْترابِ السَّاعةِ أو مِنْ أشْراطِ السَّاعةِ أنْ تُتَّخَذَ المساجِدُ طُرُقًا"، وحديث آخر: "مِنَ اقترابِ السَّاعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قُبُلًا فيُقالُ لليلتَيْنِ وأنْ تُتَّخَذَ المساجِدُ طُرُقًا وأنْ يظهَرَ الموت الفُجَاء".
وكنت أظن أن معنى الحديث قبل وباء كورونا المستجد مقصورا على من لا يصلي أساسًا، وعلى من يمر من أمام المساجد أو من خلاله من دون الصلاة فيه، للسياحة، أو لالتقاط الصور، أو لدخول المرافق الصحية، أو للولوج من هذا الباب الرئيس المطل على السوق، والخروج من الباب الخلفي المطل على الشارع ونحوه، إلا أن مفهوما جديدا اوسع من سابقه تولد لدي اليوم تحديدا بشأن معنى الحديث، شاهدته عيانا بيانا ولأول مرة في حياتي ان أمر بالجامع الكبير وسط المدينة يرفع الآذان من دون أن أتمكن من الصلاة فيه!! فهذه عِبرة مختلفة كليا وموقف يستدعي إعادة النظر وشحذ البصيرة وإنفاذ البصر .. نسأل الله تعالى العافية وحسن الخاتمة🤲