Image title

د. علي بانافع 

    حتى لا نصاب بفوبيا الجراثيم بسبب كورونا، الفوبيا أو الرهاب كما يطلق عليه باللغة العربية مرض نفسي يتمثل بالخوف المرضي الشديد وغير الطبيعي من شيء ما، بعضهم يعاني من فوبيا المرتفعات، وبعضهم من فوبيا الاماكن الضيقة ،بعضهم من فوبيا الحشرات، بعضهم من فوبيا القطط، هذا الخوف المرضي عانى منه اكبر ثلاثة طغاة في التاريخ: (نابليون + وهتلر + موسوليني)، بعضهم من فوبيا الإسلام كما في أوروبا وأمريكا، وبعضهم من فوبيا الجراثيم والأخيرة قد عانى منها العشرات. 

    مركز حماية المستهلك في ألمانيا حذر مؤخرا من كثرة استخدام المعقمات والمطهرات -عمال على بطال- لأنها تقتل البكتيريا الضارة والنافعة في آن واحد، فيما اكد البروفيسور مارك ويلكوكس، في دراسة علمية نشرت قبل أيام أن "معقم اليدين مفيد للحماية من الفيروسات، إلا أنه ضار للجلد"، ولاريب أن ضعف مناعة الجسم هي أُس البلاء في الإصابة بالأوبئة والأمراض، بمعنى أن من يكثر استخدام المطهرات هكذا جزافا يصدق فيه قولهم: "جا يكحلها عماها".

    بالمناسبة إن الابتسامة والضحك الصادق البريء يرفع من درجة المناعة، وقصة رئيس تحرير احدى الصحف الفرنسية مع السرطان اشهر من نار على علم حيث كان يقضي أيامه بعد إخباره بأن علاجه ميؤوس منه!! بمتابعة أفلام شارلي شابلن وبقية الأفلام الكوميدية والضحك على أحداثها حتى شفي تماما والف كتابا للعلاج بالضحك سجل اعلى المبيعات في حينه، وليس هناك افضل لعلاج الرهاب والفوبيا نفسيا من معاملة الشيء بنقيضه بمعنى ان من يخاف القطط فإنهم يضعونه وسط خمسين قطة حتى يشفى من عقدته النفسية تلك، ومن يخاف* *الثعابين يضعونه وسط الثعابين -غير السامة طبعا- وهكذا دواليك.

     من ذكريات أحد الجنود في الجيش العراقي أيام الحرب العراقية - الإيرانية، إذا ما أُصيب بخدش أو جرح مسحه بالتراب الطبيعي غير الملوث في سفوح الجبال وقممها -طبعا كان يفعل ذلك من باب معاملة الخوف بنقيضه بمعنى كي لا يقلق على الخدش وهو في هذا المكان القاصي حيث لا دواء ولا علاج إطلاقاً، وما ان انتهت الحرب وبعد مرور سنين طويلة اكتشفت ان هذا التراب الطبيعي غير الملوث يحتوي على "التتراسايكلين" بمعنى انه كان يُطهر الجرح في الحقيقة من حيث لا يعلم، ولعل هذه من فوائد التيمم بالتراب الطاهر عند انعدام الماء اضطرارا، وما احلى الطبيعة العذراء ولا شك ان من يعيش فيها فإنه سيكره العيش في اجمل المدن.

    ولا تنسوا الأدعية المأثورة الحافظة في السراء والضراء مع الأخذ بالأسباب من باب اعقلها وتوكل: "اللهم إني اعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وعضال الداء"، "اعوذ بكلمات الله التامة من شر كل شيطان وهامة وعين لامة"، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار الا طارقا يطرق بخير ".