كان ويامكان في زمن من الأزمان، إخوة يعيشون في دار واحدة يجمعهم كل حب

ووئام، يخافون على بعضهم البعض...يناصرون بعضهم البعض...يفخرون

ببعض...يكلمون بعضهم البعض، شاءت الأقدار أن تغير أحوالهم لتجعل كل واحد

منهم يعيش منعزلا عن الأخر، فأصبح كل واحد منهم يخاف على نفسه...يناصر

نفسه، ويفخر فقط بنفسه رغم جهود الأخ الأكبر الذي كان دائما يحاول أن

يوحدهم ويحمي كرامتهم...

توالت الأيام والسنين على هذا الحال، إلى أن وقع مالك يكن على البال...اغتصبت أختهم...اغتصبت أختهم أمام أعينهم، وهم يتلذذون بعذابها

ولا يحركون ساكنا لمساعدتها، لكن الأخ الأكبر ثار وانتفض...ثار وانتفض

للدفاع عن أخته وحمايتها...هنا تحرك الإخوة...ليس لنصرة أخيهم في الدفاع عن

أختهم...لا...للأسف لا...بل لقتله...بل لقتله لأنه كان يحاول أن يحفظ ماء

وجههم، كان يضحي بالغالي والنفيس من أجلهم...هذا هو جزاءه...نعم ...نعم قتل

العراق...نعم اغتصبت فلسطين، وظلينا هكذا صامتين،هادئين، نائمين...لا

نسيت، نبحث عن مواهب...أمة المصائب تبحث عن مواهب...

وأنا أسير ذات يوم

في الشارع، وجدت في مقلب قمامة...جثة لها ملامح الأعراب...تجمعت من حولها

النسور والذباب...من فوقها علامة، تقول جثة كانت تسمى

كـــــــــرامـــــة...يا أمة الكـــرامــة.