د. علي بانافع
دائما ما يردد على مسامعنا المثل القائل: (كُلٌ لَهُ مِنْ اِسْمِهِ نَصِيِّبْ) وهذا صحيح بنسبة ١٠٠٪١٠٠، فقد اثبتت ثانوية ابن حزم بينبع الصناعية -وهي مدرسة وليدة لم يمض على إنشائها إلا شهور قليلة- أن لها من اسمها أوفر الحظ والنصيب، فاليوم الأربعاء ١٤٤١/٤/٢١هـ اجتمع منسوبي ثانوية ابن حزم قيادة ومعلمين وإداريين، لوضع اللمسات النهائية للجان نظام ومراقبة الاختبارات أو ما اصطلح على تسميته بالكنترول، وسيطبق هذه المرة بطريقة مبتكرة جديدة الكنترول الذكي، وهو أول كنترول يُعقد في تاريخ ثانوية ابن حزم ولن يُنسى أبدا أو يذهب أدراج الرياح.
الحقيقة أني شخصياً استفدت اليوم درساً عملياً وبليغاً جدا في فنون الإدارة أو القيادة وبالذات القيادة الجماعية منها جعلني أقول: إن أسلوب العمل في بعض المهن أو خوض المهنة من دون دراستها أفضل وأجدى وأنفع، وخير مثال على ذلك: الإدارة، والتربية، والإعلام، والدبلوماسية، فهي تعتمد على الشخصية، والموهبة، والقدرة، والإمكانية، بلغة العصر الكاريزما، والكاريزما هي مزيج متجانس من: العلم + الفن + التلقائية + القابلية.
اجتماعنا اليوم كان اجتماعاً بسيطاً عفوياً تلقائياً دون تَكلُفْ، انتقاء الألفاظ بما يناسب مسامع المخاطبين، انتقاء إيماءات العيون، انتقاء حركات الوجه والجسد بما يناسب الموقف، وبذلك نفوا عن أنفسهم وعن من يسمعهم نزغ الشيطان، فإن النفس فيها نصيب من حظ الشيطان، ينشط عندما يجد مساحة من الظن السوء، العفوية الطبيعية، وحسن الظن، والاستفهام عن مجمل القول ولازمه، والحوار بالتي هي أحسن، تذهب نزغ الشيطان وحظه، قال تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} [الإسراء: 53].
شكرا جزيلا لمن بقِيَتْ فيهم أخلاق الآباء والأجداد المُسْتَمَدَّةُ من أخلاق رسولِ الله ﷺ راسخة ..
شكراً جزيلاً أستاذ طاهر بن عطيه الغامدي القائد التربوي لثانوية ابن حزم.
شكراً جزيلاً أستاذ عبدالله بن سعيد باطرفي وكيل المدرسة للشؤون الإدارية.
شكرا جزيلا أستاذ بدر بن إسماعيل الربياوي وكيل المدرسة لشؤون الطلاب.
شكرا جزيلا لجميع زملائي المعلمين والكادر الإداري المميز.
نعم تحتاج القيادة الإدارية والتربوية بالذات إلى فراسة، وسياسة ودبلوماسية كفراسة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: (لست بالخب ولا الخب يخدعني). وإلى أرطبون كأرطبون العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه، الذي لقبه الفاروق رضي الله عنه حين قال: (سأضرب أرطبون الروم بأرطبون العرب). وكلاهما رضي الله عنهما كانا من سفراء قريش في الجاهلية وممن يفاوضون الملوك، وأصارحكم القول: إن الأرطبون اليوم هو أرطبون المؤسسات والقيادة الجماعية التي يجب أن تحل محل القائد الملهم الأوحد، فما بلاؤنا وفشلنا إلا بسبب القيادة الفردية التي ترسخ السلوك الاستبدادي الدكتاتوري.
الحقيقة يجب أن نعترف أن البعض من القيادات التربوية تُعاني من أُمية واضحة في الأداء الإداري المحترف، ولابد من إعادة النظر في هذه القيادات!! وتجديد دمائها والاستعانة بأهل الرأي والخبرة والممارسة الإدارية، ورد الأمور إلى القيادة الجماعية المؤسسة على مجالس شورية ولجان تخصصية، فهي الطريق الوحيد المتاح لظهور قادة تربويين جماعيين جدد بقدر من الله تعالى، تُعيد للتعليم هيبته ومكانته التي يستحقها، وإلى ذلك الوقت علينا بلورة أفكار وتقديمها بحكمة لمن يُقدرها حق قدرها …