ان الدراسة الاولى فى علم البيئة ارتبطت مع الانسان ما قبل التاريخ الذى حاول ان يفهم البيئة المحيطة فى البحث عن الغذاء وصيد الحيوانات الصالحة للاكل وايجاد ماوى ضد العوامل غير الحية التى تفرضها الطبيعة . ومن الصعب جدا ان يفصل الكائن الحي عن بيئته المحيطة فبيئة الكائن الحى هى حالته التى يعيشها فى موطنه البيئى .ومع تطور حياة الانسان تزايدت اهمية الظروف البيئية وتزايد تاثير الانسان بها فى جميع مجالات حياته .

قد جاء علم البيئة كامتداد لدراسات التاريخ الطبيعى والتى كانت تركو على تسمية الكائنات واعطاء صفا لها ولبيئتها .اما علم البيئة اليوم فيركو على الدور الوظيفى لكل كائن حى فى بيئتخ المحيطة بشكل خاص وفى البيئة العامة بشكل عام .

الحضارة اليونانية

وقد كان للحضارة اليونانية دورا مهما فى علم البيئة فقد نشر العالم والفيسلسوف اليونانى ابو قراط ( ابو الطب ) كتابا بعنوان عبر الاجواء والمياه والاماكن ادراكا نه بتاثير هذه العوامل الثلاثة على حياة الكائنات الحية وحاصة الانسان . وقد كان لارسطوطاليس وتلاميذه دورا كبير فى كتب التاريخ الطبيعى التى يتحدث فيها عن عادات الحيوانات ووصفها وبيئتها التىتعيش فيها ولعل اشهر مؤلفاته فى هذا المجال كتاب الحيوان وهناك العديد من العلماء اليونانيين الذى بذلوا دورا عظيما فى مجال علم الحيوان والنبات .

ولعل الفترة التى يشار اليها من قبل بعض علماء الغرب بفترة الركود الفكرى والعصور المظلمة قد شهدت ابحاثا ودراسات كثيرة فى علم البيئة قام بها علماء العرب والمسلمين وقد اعترف بها قليل من علماء الغرب المنصفين .

اسهامات علماء العرب والمسلمين

ويلاحظ فى اسهامهات علماء العرب والمسلمين فى علم البيئة ما يلى :

1- انهم استفادوا من ترجمة علوم اليونان والهند والفرس وغيرهم فى ميدان النبات واليوان ودرسوها وطوروا الكثير من النظريات والاراء العملية البحتة والتطبيقية ووضعوا اسهامات عديدة فى علم الحيوان والنبات والبيئة وارسوا قواعد هذه العلوم للحضارة الغربية الحديثة .

2- لقد استند علماء العرب والمسلمين على الجربة والدراسات الميدانية فى الحقل لذا نرى انهم ارسوا ايضا قواعد البحث العلمى فى مثل هذه العلوم وهذا غاية ما يقوم به العلماء المعاصرين .

3- انهم لم يفصلوا بين علم الحيوان وعلم النبات ولم يفصلو كذلك بين الكثير من العلوم المرتبكة بها كالجيولوجيا والصيدلة والطب وعلم المناخ والتربة الوزراعة وذلك لادراكهم بالعلاقة الوثيقة بين الحيوان والنبات والعناصر غير الحية الوكيفية الاستفادة من العناصر الحية وغير الحية فى الجانب التطبيقى .

4- ان عصر الحضارة الاسلامية لم يكن مظلما فى علوم الحيوان والنبات والبيئو وسائر العلوم الاخرى كما يدعى بعض علماء الغرب بلك كان مشرقا جدا وكيف ذلك وقد ترجمت وطبعت الكتب المذكورة لاحقا عدة مرات وماالت تستخدم كمراجع مهمة فى الجماعات الاوروبية الوغربية .

والاسهامات التى قدمعا العرب والمسلمين كثيرة ويصعب حصرها وسنوردها فيما يلى بناء على تعاقبها الزمنى ومن الواجب ذكره هنا ان المعلومات التالية جمعت من كتب الدكتور على الدفاع 1985 ، 1986 ، 1987 ) .

الاصمعى

لقد درس الاصمعى بعض اصناف الحيوانات البرية والبحرية والاليفة والمتوحشة وقد اسهب فى دراسة بيولوجية الخيل والابل .

الجاحظ

وقد كان الجاحظ يلاحق الحيوان فى بيئتة فيصف سلوكه ويتحدث عن بيولوجته ويعد الجحظ او من تحدث عن اسس الكافحة الحيوية حين قال فى كتابة الحيوان : فعملت ان الصواب فى جمع الذباب مع البعوض فان الذباب يفنيه . هذا المفهوم البيئى له اهمية كمحاولة للسيطرة على الكائنات الحية الضارة بدلا من استعمال المبيدات والمواد الكيميائية التى تلوث البيئة .وقد كان الجاحظ ينظر الى الحيوان عند ولادته فيتحدث عن نشاته وموطنه وكيفية تربيته لصغاره واطعامهم وكان يراقب تاثير الحيوان بالحر والبرد والشمس والظل ، وكذلك يتحدث عن علاقته مع الانسان وحقيقة هذا ما يفعله علماء البيئة المعاصرين .

ابو حنيفة الدينورى

وقد ابدع ابو حنيفة الدينورى فى تاب النبات فى تصنيف النبات وشرح بيئتها واماكن وجودها وقدر قيمتها الاقتصادية .

ابن جلجل

اما ابن جلجل فقد ركز على بيئة الحشائش والاعشاب واستخدماتها فى علم الصيدلة الوطب .

المجريى

ولعل المجريى اول من وضع كتابا ابرز فى عنوانه كلمة البيئة وذلك فى كتابه فى الطبيعيات وتاثير النشاة والبيئة على الكائنات الحية فيتحدث عن الحيوانات بان بينها رئيسا ومرؤسا فيقول : ان الحيوانات فيها التفاضل موجود كوجوده فى بنى ادم وفيها رؤساء وقادة فى كل جنس من اجناسها .

ابن سينا

اما ابن سينا فى كتابه الشفاء فقد درس الحيوانات المائية والبرمائية وعنى بالحيوانات المائية التى قسمها الى لجية وشطية وقسم الشطية الى ينية وصخرية .

وتحدث ابن سينا ايضا فيما يسمى اليوم بعلم بيئة المتحجرات حيث استخدم الاحافير البحرية استخداما صحيحا للدلالة على ان اجزاء من الارض كان يغمرها البحر فى سالف الازمان .

وقد درس ابن سيناء بيئة بعض النباتات الطبية وركز على مواطن النباتات من حيث التربة التى تنمو فيها سواء اكانت مالحة او غير مالحة .

ابن البيطار

وقد اهتم ابن البيطار فى كتابه الجامع لمفردات الادوية والاغذية فى دراسة النباتات وبيئتها . فقد فحص النباتات فى مختلف البلاد اهتم بوصف هذه النباتات وصفا دقيقا كمايفعل علماء التصنيف النباتى فى وقتنا الحاضر .

الفزيوني

اما الفزيونى فى كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودت فقد تحدث عن تاثير البيئة على الحيوان وتحدث عن العلاقات الطيبة والعدائة بين الحيوانات او ما يعرف اليو م بالتدخلات الحيوية فيقول فى حيوان الببر : حيوان هنى ، اقوى من الاسد ، بينه وبين الاسد معاداة واذا قصد الببر النمر فالاسد يعاون النمر وبين العقرب والببر مصادقة وربما اتخذ العقرب فى شعر الببر بيتا . ويقول فى موضوع البيئة الحيوانية فى كتابة آثار البلاد واخبار العباد متحدثا عن الطيور الصقر والبازي والعقاب لا تفرخ الا على رءوس الجبال الشامخة والنعامة اولقطا لا فرخان الا فى الفلوات والبطوط وطيور الماء لا تفرخ الا فى شطوط الانهار . . . . الخ .