د. علي بانافع
خلق الله آدم عليه السلام، وهو نبي وأبو البشرية جمعاء، ومع ذلك وقع في الخطيئة، ثم قص الله علينا قصص الأنبياء منهم موسى عليه السلام، وقتله للمصري، ومنها ترك يونس عليه السلام، لقومه دون إذن ربه سبحانه وتعالى، ومنها سؤال نوح عليه السلام، المغفرة لابنه وهو مات على غير الإيمان، وعن نبينا صلى الله عليه وسلم، فعوتب نبينا صلى الله عليه وسلم، في الأعمى، وأنه حرم ما أحل الله يبتغي مرضاة أزواجه، وآيات العتاب معروفة في القرآن الكريم، وأفضل البشر بعد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام -على الإطلاق- هم الصحابة رضوان الله تعالى عنهم، فقد ذكر الله سبحانه في كتابه الذي يُتلى إلى يوم القيامة في وصفهم: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ} [آل عمران: 152]، وقوله تعالى: {إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ} [آل عمران: 122]، وقوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ} [الحجرات: 9]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ} [النور: 11].
وهكذا القرآن يذكر هذا، ولا ينجوا من هذا لا الصحابة ولا القرابة من آل البيت، فالإسلام يعظم التوبة خير من عدم الذنب، والعبرة بكمال النهايات لا نقص البدايات، والأنبياء والرسل هم صفوة البشرية، ومع ذلك تخيل قائد تربوي لدينا عصمة خاصة له!! إذن العصمة في عقلية هذا القائد شيء غير موجود لا في كتاب الله ولا في دِينُ الله ولا في شرع الله!!
فالله خلق البشرية ويعرف ضعفها، وأنزل كتابا يتناسب مع ما خلقه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]، وجعل رفعة الإنسان بتوبته لا بعصمته، وجاء عقل هذا القائد ففسر شرع الله بأشياء خيالية لا وجود لها، فالعصمة البشرية شيء غير حقيقي بل وهم وسراب!!
جاء هذا القائد الموهوم بشيء مخالف للدين الذي وضعه الله في الأرض، نظّر لنفسه نظرية في العصمة مختلفة عن القرآن الكريم من جهة وعن الحقيقة المنقولة تاريخيا، لا يوجد شيء اسمه عصمة هذه من مخترعات هذا القائد الموهوم الخيالية، الحياة شيء والتنظير شيء مختلف، لنكن كما خلقنا الله، لا كما وجد في أذهان بعضنا، فلسنا خيرٌ من آدم ومن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنما وضعت العصمة من أجل سلامة تبليغ الوحي وحسب، وما سوى ذلك دونه خرط القتاد، وسيرة الصحابة والتاريخ كله لا يساعده على ما يتخيله، فهم من نشر الدين في أصقاع المعمورة، ومن جاء من بعدهم فمن حسناتهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لقد كانوا نعم الجيل، لكنهم بشر من البشر، عليه ألا لا يندفع بالكلام واصفا نفسه وحاله بالعصمة والخيالية والمثالية، لأنه لا يقرأ التاريخ فاصطدم!! وليس العيب في الواقع وإنما في اعوجاج تفكيره، فقد وضع لنفسه قيودا وعاش أسيرا لها!!
حينما يستحوذُ أمثال هذا القائد الموهوم على كل شيء، ولا يُعطي مجالا للشباب؛ إذ لابد من إعطاء الشباب الطموح فرصة، فبعض البشر يرى نفسه أنه هو الأحق، هو الأعلم، هو الأفهم، هو الذي يستحق كلَّ شيء، ولا يمنح الشباب فُرصةً، يكون بهذا ممقوتًا، مبغوضا، جنى على التعليم، أكرر وأقول: يكون قد ارتكب جريمةً في حق التعليم، لأنه لم يُنشِّئ جيلاً، ولم يدرّب شبابًا، ولم يَصنع أمةً، فالأنانية ممقوتة مبغوضة، لا تأتي بخير، إن هذا تدمير للجيل، وقتل للمواهب، فلابد من الصف الثاني والثالث والرابع، ليسير الركب، وتستمر عجلة الحياة، ونؤمّن المستقبل …
ما تقدم كله بسبب خبر مفرح وسار جدا👇 ( نبارك لمنظومة التعليم بالهيئة الملكية بينبع، ضمن التصفيات الأولية لمسابقة إبداع، ومن بين ٦٦٠٢ مشروع، تأهلت ٣٠٠ مشروع على مستوى المملكة، منها: ١٠ مشاريع من ثانوية ابن النفيس ).
فأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات للقائد الفذ الأكاديمي الدكتور الطموح بدر بن مبروك العتيبي، وفريق عمله المميز تحقيق هذا الإنجاز، فهو يتمتع بحسٍ قيادي بديع، وأدبٍ وخُلقٍ جمْ، إذ لا شك أن للدراسة الأكاديمية محاسن وثمرات أبرزها مواكبة أساليب البحث العلمي، فالموهبة تجعلكم تفوزوا بالمسابقات، فما حققوه وأنجزوه وحصدوه ثمرة جهدهم وعملهم ..