مُنْذ مَتَى لَمْ نَكْتُب يارفيق ؟ !
مُنْذ الصرخة الْأُولَى
للميلاد الْأَوَّل
وَالِاسْم الْأَوَّل
مُنْذ الْفِطَام عَن الْعِشْق
وَابْتِلَاءٌ الْهَجْر
وَازْدِحَام الحُزْنُ فِي قُرَّةِ الْعَيْنِ
مُنْذ وُقُوفِنَا لِلصَّلَاة
لِلسُّجُود الْأَخِير
مُنْذ غُرْبَة سَكَنَت الرُّوح
وَدَمْعُه رَقَصَت عَلَى الرموش
وموسيقى حَاوَلَت رَتَق الشُّقُوق
وَجِدَار يُرِيدُ أَنْ يَنْقُضَ
مُنْذ الْحِيرَة مَلَأَت السُّطُور
ودوائر الِاغْتِرَاب
 تقبض عَلَى الْحُرُوفِ
مُنْذ أَشْيَاءَ لَمْ تَكُنْ
 كنت حِينِهَا
 ارقب غَيْمُة 
 في حَلْقِي
 لاتريد الْبُكَاء
وَأَنِين صَامَت
 علق فَوْق السَّحَاب
وتراتيل عَاشِقٍ فِي الْمَسَافَات
وصرخة طِفْل
 ولهفة شَابٌّ وصيحة عَجُوزٌ
كَانَتْ كُلُّهَا عَلَامَات
تنبأنا أَنَّهَا ميتتنا الْأُولَى
وَإِنَّنَا مَحْضٌ سَرَابٌ
وَأَنَّ الْكِتَابَةَ وَهُم … لَا يُعِيدنَا لِلْحَيَاة .