تحقيقات لغوية
آلُ الرَّجُلِ: أَهْلُهُ وَأَتْبَاعُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ، وَأَصْلُهَا: أَهْلٌ، أُبْدِلَتْ الهَاءُ هَمْزَةً فَصَارَتْ (أَأْل) بهَمْزَتَيْنِ، فَلَمَّا تَوَالَتْ الهَمْزَتَانِ أُبْدِلَتْ الأَخِيرَةُ أَلِفًا وَصَارَتْ مَدَّةً (آل)، إِلَّا أَنَّ (أَهْل) قَدْ تُضَافُ إِلَى النَّكِرَاتِ، وَإِلَى الأَزْمِنَةِ وَالأَمْكِنَةِ، فَلَيْسَ هُنَاكَ قَيْدٌ عَلَى اسْتِخْدَامِهَا، أَمَّا (آل) فَتَخْتَصُّ بِالإِضَافَةِ إِلَى النَّاطِقِينَ، يُقَالُ: آلُ مُحَمَّدٍ وَآلُ عَلِيٍّ، يَقُولُ تَعَالَى (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ)، وَيَقُولُ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ)، وَقَالَ ابْنُ عَرَفَة: يَعْنِي مَنْ آلَ إِلَيْهِ بِدِينٍ أَوْ مَذْهبٍ أَوْ نَسَبٍ، وَلَا تُسْتَعْمَلُ (آل) إِلَّا فِيمَا شَرُفَ غَالِبًا، وَنَقُولُ: آلُ بَيْتِ النَّبِيِّ، تَعْظِيمًا لَهُمْ، وقيل في (آل): أَصْلُهُ عِنْدَ بَعْضٍ (أَوَلٌ) تَحَرَّكَتْ الوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا، وَلَمْ تَمْنَعْ المَعَاجِمُ إِضَافَةَ (آل) إِلَى الضَّمِيرِ، وَقِيلَ: آلُ الرَّسُولِ: أَهْلُ دِينِهِ الذِينَ يَتَّبِعُونَ سُنَّتَهُ، كَمَا أَنَّ آلَ فِرْعَوْنَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ) هُمْ أَهْلُ مِلَّتِهِ الذِينَ تَابَعُوهُ عَلَى كُفْرِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الآلُ: عِيدَانُ الخَيْمَةِ وَأَعْمِدَتُهَا، وَآلُ الرَّجُلِ مُشَبَّهُونَ بِذَلِكَ لَأَنَّهُمْ مُعْتَمَدُهُ، وَالذِي يُرْفَعُ فِي الصَّحَارَى آلٌ، لَأَنَّهُ يَرْتَفِعُ كَمَا تُرْفَعُ عِيدَانُ الخَيْمَةِ، وَالشَّخْصُ آلٌ، ويفرق البعض بَيْنَ الآلِ وَالذُّرِّيَّةِ، فآلُ الرَّجُلِ: ذَوُو قَرَابَتِهِ، وَذُرِّيَّتُهُ: نَسْلُهُ، فَكُلُّ ذُرِّيَّةٍ آلٌ، وَلَيْسَ كُلُّ آلٍ بِذُرِّيَّةٍ، والآلُ يُخَصُّ بِالأَشْرَافِ، وَذَوِي الأَقْدَارِ، بِحَسَبِ الدِّينِ، أَوْ الدُّنْيَا، بِخِلَافِ الذُّرِّيَّة، وَالآلُ أَيْضًا: السَّرَابُ، وَآلُ البَعِيْرِ: ألْوَاحُه وَمَا أَشْرَفَ مِنْ أَقْطَارِ جِسْمِهِ، وَآلُ الخَيْمَةِ: عَمَدُها، وَالجَبَلِ: أَطْرَافُهُ وَنَوَاحِيهِ.