أدباء صعاليك هذا العصر 

الصعلوك؛ الفقير الذي لا يملك المال ليعينه على العيش الكريم وتحمل أعباء الحياة، يتصفون بأنهم فئة من المهمشين في المجتمع إذ لا عمل لهم. ففي العصر الجاهلي وقبل ظهور الإسلام، ظهرت هذه الفئة، ولم يكن لديهم من المبادئ والاخلاق ما يمنعهم من القيام بأيّ فعل كي يبقيهم احياء، وبعضهم يسمى بالصعلوك الاجتماعي الاقتصادي الذي كان يسرق ليطعم الفقراء.

قد تكون هذه الفئة معروفة مشهوره لدى الجميع، وقد يكون وجودهم مستمرًا إلى الآن فنشاطهم مقتصر على السرقة والنهب ذلك لقلة ذات الحيلة ونتيجة فقرهم.

ولكن هناك فئة منتشرة في عصرنا الحالي قد تكون أشد خطورة وهم “صعاليك العصر الحديث”، أو إن صح القول “صعاليك الطبقة المخملية”؛ وهم أشخاص منشغلون لبسط نفوذهم والسيطرة على كل شيء وبعدها البدء بسرقة مال الفقراء والبسطاء من المواطنين، لتحقيق مصالحهم الشخصية فقط.

صعاليك العصر الحديث ليسوا فقراء يسرقون المال لحاجتهم ولضيق الحال، وليسوا فئة مهمشة من المجتمع، إنما المسيطرون الآن، فهم على استعداد للتنازل عن كل شيء، والعمل مع كل من يخدم مصالحهم حتى ولو قادهم ذلك للعمالة وخيانة الوطن، ولا شك أن هذه الفئة أصبحت ظاهرة إجتماعية مرضية ومعدية انتشرت وتفشّت بكافة المجتمعات اليوم، أصبح من الصعب التحكم بها وايقافها أو معالجتها، فهذه الفئة تم الوثوق بهم، وتم وضع المال العام لديهم كأمانة فخانوها وسرقوها، وعاثوا فسادا في الأرض!