يمكن أن تروق لنا فرصة خضوع تجربة معينة في الحياة، فبما أننا نعيش إلا أننا لدينا فرصة للقيام بذلك، نتنفس هواء الحياة و نسير بين دروبها و نخيط خيوط الأمل والرجاء رغبة أن نكون في أحسن حالة تحسسنا بالراحة، فأنت و أنا أشد حاجة للأمل حين نحس بالألم والرغبة لكي نتمكن من النجاة بأقل التكاليف، فأنت الذي تقرأ الآن أحسست بهذا الإحساس الذي جعلك تتشبت بكل مرحلة من حياتك، الآن حاول طرح سؤال سهل لنفسك، هل أنت في طريق يجعلك أقرب لأحلامك، أظنك الآن قد أحسست بالتوتر و بدأت بالتفكير كثيرا كأنه سؤال معقد، لتتوتر الآن أكثر، فإذا أجبت على هذا السؤال أظنك أن في الطريق الصحيح أكمل و أعد النظر جيدا، أنت الآخر إلم تجب بسرعة أظنك أنك تعيش مرحلة صعبة في حياتك لأن الهدف يجب أن يكون بين عينيك، و أن يكون مسجلا في ذماغك حتى تصبح مبرمجا عليه لكي لا تضيع بين طرق الحياة و تنسى لماذا تتواجد فيها، ما يجعل الأمر محيرا هو ذلك الإحساس الغريب الذي ينتابنا حين يقوم أحد بطرح هذا السؤال، لماذا ينتابنا و نبدأ بالتفكير كثيرا كأنه سؤال صعب، لكنه بالعكس سهل جدا فقط عند ذكره نعرف مخططات الشخص، حاول أن تنتبه جيدا لهذا، ففكر قليلا حين سأقول لك أنني مثلا أريد أن أصبح مهندسة فهنا قد علمت أفكاري و اتجاه الطريق الذي أسلكه، لكن تمعن قليلا فحين ستعلم هذا بينك و بين نفسك ألن يسهل طريقك في الحياة، نعم سيسهله بطريقة غير عادية، ستصبح لك رؤية واضحة في الحياة لن تحسس أنك في خطر، بل وضوح تام و أفكار واضحة سهلت لك بلوغ أحلامك، لكن حين ترى أن قليل من يعرف ماذا يريد لأن الأكثرية سيبدون ردودا غريبة حيال أحلامهم و أفكارهم في الحياة، فأنت بقدر تواجدك يجب أن تدع بصمة في طريقك تجعلك فخورا كل يوم، أن تقول هأنا ذا قد رسمت طريقا يجعلني أن أستمد منه الطاقة في ضعفي، رغما عنا سنكون قد بنينا أمنيات كبيرة حين كنا صغارا، لكن ألا تلاحظون حقا أننا كلما كبرنا و خطينا خطوة في الحياة، إختلفت أمنياتنا فتلك التي كانت في الطفولة ليست هي الآن و التي كانت العام الماضي ليست أيضا متواجدة، أظن أن كل تجربة تخول لنا التعرف على أنفسنا أكثر وتبعدنا أكثر عن ما كنا نريده، تجعلنا أكثر نضجا و أكر وضوحا من السابق، أظن أن التجارب مهمة عند كل شخص منا لكي يحدث التغيير في حياته، لهذا لا تندم أبدا عن أي تجربة مررت بها سابقا، لأنها ستعلمك الكثير، و سوف تحدث الفرق في قرارتك و أهدافك مسبقا، فأنت الآن لست الشخص الذي كان الشهر الماضي، و إذا أحسست أنك لم تتغير إعلم أنك ليست لك أهدافا مشروعة، تذهب في الحياة دون هدف معين، أيمكن تخيل رحلة سفر دون أدنى خطة، أظن أنك من الضروري أن تضع وجهة للذهاب إليها، فهكذا الحياة رحلة سفر، هدف مسبق تساوي حياة واضحة، لا يمكننا أن نذهب بعشوائية سنضيع وقتا كثيرا في أشياء تافهة وليست لها علاقة بما قد نريدها نحن، إذا أردت أن تكون مسلحا يكفي أن تتواجد في رؤية واضحة وأن تنتظر أي شيء أثناء ذلك، فبناء منزل يحتاج إلى أساس قوي يجعله يتحمل أي زلزال أو أي حالة قد تجعله يسقط، فإلم تكن تحاول بناء ذلك الأساس القوي لن تصمد أبدا فور معايشتك لأي إخفاق أو ألم ستسقط سقوطا مؤلما، فلك الإختيار في السقوط أم الصمود، لأن ذلك الطريق العشوائي سوف يحسسك بإحساس غريب كأنه سينهب كل طاقتك و يفرزها معاكسة رغابتك. كنت شخصا يجد قنينة ماء يبدأ بشربها، لكن الآن أصبحت أتمعن في ذلك الماء و كيف يروي عطشي بسرعة، أصبحت شخصا أجد أن كل شيء في الحياة خلق لأسباب عديدة ليس كل ما تجده أمامك عشوائي لكن كل شيء له أسباب وجد من أجلها في الحياة، فأنت كمخلوق خلقت لم تأتي لكي تعيش فقط لكنك هنا لأنك متميز جدا بين كل بشر خلقت أنت، فلا تقلل من قيمتك يا صديقي أنت لست شخصا عاديا، لقد فضلك الله أمام الجميع، لأنك خلقت كمعجزة في الحياة، فالبرهان هو وجودك هنا، أيمكننا أن نغلق أعيننا لحظة أن نتمعن أكثر، صوت خافت يمر بين أسماعنا كأنه صوت الحياة، عصافير تزقزق، صوت الموسيقى،وصوت ضحكات خفيفة كأنه اليوم عيد السعادة، هل حاولت يوما أن تنظر للناس وهم يضحكون كأنه مغناطيس يجعلك تبدأ بالضحك أيضا دون أن تحس، كأن السعادة مرض معدي لكنه جميل، هل يكفي أن نرى شخصا سعيدا لكي نحس أيضا بالسعادة، كأنك ترمي كل شيء وتنسى نفسك و كل مشاكلك وتستمتع باللحظة حين تساعد الآخرين، ما تعلمته أن فعل صغير سواء كان معنويا فقط قد يحدث إختلافا كبيرا في حياة الآخرين لا يمكننا أن نساعد الناس ماديا دائما، لكننا يمكن قول كلمة جميلة للآخر يمكن أن تبني ورودا جميلة داخله وتزيل الورد الميت في قلبه، و نرسم ابتسامة بين شفتيه كأنها ستصبح ابرة الأندروفين ليعزز شعورنا بالسعادة أيضا، بل يعزز طريقنا في الحياة و يرسم طريقا سهلا في اتخاد القرارات .