تقول الرواية أن الله خلق آدم أولا و بعدين لما لاحظ انه سيد الخلق جاله اكتئاب من قعدته لوحده في الجنة , أوجد له ستنا حواء علشان تونّسه و بالمرة تزرّب شوية عيال وحووش ....اللي عبر ملايين الأجيال حيحرقوا الأرض بما فيها...و ربنا بحكمته نزلهم على وجه الـأرض حفاضا على السلام العام في الجنة !

المتهم الوحيد في طرد سلالة البشرمن الجنة هي أيضا ستنا حواء ....حيث تقول نفس الرواية انها هي اللي فضلت تزنّ في ودان آدم لحد ما خلته ياكل التفاحة و يعصي ربه ....وانطلاقا  من كل هذه الأحداث التاريخية,  اعتبر الرجل المرأة على مرّ العصور السبب الرئيسي في مصيره البائس حيث يا حبة عيني تحّول من رفاهية الجنة الى شقاء الدنيا كده و من غير مقدّمات.......حتى بعد مرور كل هذا الدهر ,الراجل مش ناسي ...تخيلوا !

علشان كده بناة حوا كلهم لازم يدفعوا الثمن ......أصل آدم اللي خلّف ما ماتش !

علشان يحقق الرجل هدفه الأزلي, لازم يخطط كويس و صح ....بداية  دعى الى اجتماع سري في الكوخ  كافيه اللي في وسط الصحراء...اقترح على الحضور وضع خطة جهنمية  ما تخرش المية للابقاء على المرأة في وضع التابع و  أن تكون القيادة و الريادة دائما للرجل ...و للأمانة التاريخية , الاجتماع اتعمل الساعة واحدة الظهر و الرجالة  كلهم في الدوام ...يبقى يا ناصحين مين حضر ؟ .... .....شوية صيّع ...عالم فاضية بلا شغل و لا مشغلة و اللي كمان مراتتهم كانت بتعيلهم .....تصوروا الوطوّ ؟؟؟؟

المهم شوية صياعة على شوية ذكاء , توصل الرجالة دول الى "انه الطريق الوحيد لصد عزيمة و قوة المرأة هي انه كل راجل يحسس أي امرأة بيتعامل معاها على انها كائن ضعيف و رقيق و حساس و لما الاحساس ده يترسخ جواها بقوة ننتقل الى الخطوة التالية و هي فرض الحماية عليها ....و كلنا عارفين انها لا حماية و لا بطيخ...اسمها وصاية ! ....بكده الست من و هي صغيرة تتعلم انها لازم تعيش تحت حماية رجل سواء كان أبوها أو أخوها أو حتى ابن الجيران....المهم انها تحس دايما انها كائن ناقص دائما تحت الوصاية "

تدخل أحد الحضور :" كائن ضعيف ايه ؟؟؟ دول بيكسروا الحجر بسنانهم ...دول بيحبلوا و يولدوا و يرضعوا و يطبخوا و ينظفوا و كمان بيشتغلوا بره و بيكيّفونا كمان....لو ربنا كان شايف فيهم ضعف كان عمره ما حيديهم ملكة الأمومة ...كان اداهالنا احنا !! ...الكسلانين اللي مش قادرين نشيل كباية مية من مكانها ...قال ضعاف قال ...ده احنا الضعاف ....احنا المفروض نكون تابعين و الستات في الريادة ...فيهم كل صفات القائد ...ليها في الدبلوماسية و الاقتصاد و النفسية و الاجتماعيات و هي قاعدة في بيتها !!! "

اللي حصل انه الراجل الحقّاني ده اطرد من القعدة طبعا....و انه الستات بسبب غباءهم و حاجات تانية صدّقوا الكلام الحلو ...وقعن  في الفخ التي اتقفل عليهن بالضبّة و المفتاح!!

على مرّ العصور و بنزول كل الأديان التي نعرفها و لا نعرفها , حرص الرجل أن يكون دائما هو الشيخ و المفسّر و الفقيه يسمع المرأة ما يشاء هو أن تسمعه و يفصّل الأشياء لها لتلبسها جاهزة ....الأكيد انه في كل ملايين السنين اللي فاتت دي كان في ستات تميّزت و حاولت تستقل بتفكيرها و سعت الى الريادة ...اللي حصل انه كان في مجتمعها دائما واحد أو اتنين من أحفاد الرجالة اللي حضرت الاجتماع الأول ....ماتت الستات دي وحيدة منبوذة و ما فيش حد اتقدّملها !

في القرن الواحد و العشرين لا تزال النساء في بلادنا العربية الاسلامية تحت الوصاية  في كل شيء و تحت مسميات دينية و اجتماعية قد تكون ظاهريا مختلفة لكنها تصب في بحر واحد و هو أن النساء لا يحق لهن الاستقلال بحياتهن ...أليس غريبا أن أرض الحجاز التي نزل على أراضيها هذا الدّين الذي كرّم المرأة هي نفسها الأرض الأكثر اضطهادا للمرأة ؟؟؟ ...العيب ليس في الدّين يا اخوتي بل العيب فيمن ينشر الدين ...و للأسف كلّهم رجال !!!!!