ما يختلفش اثنين في ان السواقة في مصرنا الحبيبة ليها نكهة خاصة ...حاجة كده شبه " لا يحدث الّا في مصر" !

أولاد الفراعنة دول جبّببببارين ! عمرهم ما بيرضو بأي حاجة زي ما هي ...لازم يحطّوا " التاتش" المصري على كلّ حاجة,  بما فيها كود السواقة المتداول به عالميا ...ده بالذات,  أبدعوا فيه لدرجة ان الكود المفعّل على الطرق  المصرية أصبح لا يمتّ للكود الأصلي العالمي بأي صلة ...لا من بعيد أو من قريب !!!

لو انت مش بتسوق شخصيا...عندك سائق خاص مثلا...حضرتك مش حتفهم حيثيات القضية للأسف,  فأرجوك ما تكمّلش القراءة و خلّي السوّاق يكمّل معايا علشان هو أدرى بالبلاوي اللّي بنشوفها كلّ يوم سواء كان على طريق سريع أو داخل المدينة أو حتى في حارة ...و مش بعيد يكون هو بيساهم في البلاوي دي بس ما بيقولش !

من يومين, طلب منّي  زوجي المصون أوصّله في السّكة و أنا في مشواري اليومي من المعادي الى القاهرة الجديدة ..ما انتبهتش انّوا بيراقبني و أنا بأشقّ طريقي  في أرض المعركة المسمّى بالطريق الدائري ...دائري لا يمتّ بصلة لأي طريق سريع في أي بلد آخر على الكرة الأرضية ...ده المفروض يسمّوه " الطريق الدموي" بجد ! ...تعليق واحد صدر عن زوجي " بقيتي تسوقي زي المصريين !"...الصراحة ما كنتش عارفة آخده  كاطراء و لّا كشتيمة !!

أن "تسوق زي المصري" يعني و انت داخل عربيتك الصبح , تولّع الموتور و تفتح الراديو و تتشهّد على نفسك  كجزء من الروتين اليومي قبل ما تدوس بنزين!

ان "تسوق زي المصري" يعني أن تعتبر عربيتك هي سلاحك الفتّاك اللّي حتنسف بيه كلّ من تسوّل له نفسه أنّو يسوق جنبك على الطريق ...كده بكلّ بساطة ...على الطريق "انت معلّم !"و كلّ التانيين حشرات مزعجة!

ان " تسوق زي المصري" يعني انّك كسواق مكروباص معتقد ,بل و مؤمن تماما انه كل الطرق تؤدي الى الموقف ...بمعنى انّه الأولوية على الطريق لميكروباصك- الأثري المفكّك الّي شايل الغلابه و اللّي طمست بحرفية شديدة  معالم اللوحة بتاعته علشان بوليس المرور ما يعرفش يقراها لا من قريب أو من بعيد -  وانت مقتنع تماما انّ كلّ الوسائل لابعاد العربية اللي ماشية قدّامك حلال ! .لو ما نفعش الكلاكس المزعج  , تولّع الاضاءة الأمامية و كلّ ده و انت لازق في مؤخّرة العربية دون استحياء ...تحرّش مروري مكتمل الأركان لكن للأسف ,القانون لا يعاقب عليه !!!

 أن " تسوق زي المصري" يا عزيزي , يعني انّك ملّاكي تاكسي من ماركة" فيرنا".... ما بتعترفش الّا بنظرية

  " الغرز" و " ملأ الفراغ" ...و " اللي مش عاجبه يخبط في أقرب حيطة" !

و لو شايف انّك لا تمتّ بصلة لأيّ من الأصناف المذكورة سالفا....ما تفرحش قوي...انت أكيد من اللّي بيفتح ازاز العربية و يرمي بكان بيبسي أو كيس شيبسي أو حتى عقب سيجارة ...المهمّ انه عربيتك فلّ ما يفضلش فيها قاذورات أبدا ...مش مهمّ الشارع العامّ  ...أقصد " المزبلة العمومية" ! ...نسيت أنبّهك انك و انت بترمي مخلّفاتك , في المقعد الخلفي لعربيتك كان قاعد ابنك و لّا بنتك ...حيعملوا زيّك ما دمت بالنسبة ليهم المثل الأعلى!

في مصر, و من كثر الزحمة المرورية, الناس نسيت تسيب 5 متر أمان بين عربيتها و العربية اللي قدامها ....و ده معناه بالمنطق المروري المصري انّه لو كلّ واحد فينا ساب 5 متر في طريق عليه 10.000 عربية -متكدّسة فوق بعض على طريق 6 أكتوبر في اتجاه المعادي الساعة 5 الظهر-  يعني احنا بنتكلّم في 50.000 متر...يعني 50 كيلومتر زيادة في طول الطابور .... ده يتحرق الأمان و اللّي اخترع الخمس متر أمان ...المهمّ أخلص من الليلة دي ....حتى و لو كان الثمن انّي أخبط اللّي قدامي كلّ شوية ...و مالو ؟ ما كلّ العربيات في مصر متجرّحة !

السواقة على الطريقة المصرية لا تعترف الّا بالأقوى و الأجرم ! أصحاب القلوب الحنيّنة و الرهيفة و الناس المحترمة تروح تشوفلها بلد تاني تسوق فيه و لّا أقولوكو: عدوا في البيت قزقزوا لبّ ...كده ع الأقلّ لا عين تشوف و لا قلب يتوجع !

هناك حقائق علمية مثبتة بنشوفها كل يوم بالعين المجرّدة على الطرق,  تخلي السائق المصري يتربّع على عرش

 " غرائب و عجائب السواقة في العالم" ....أهمّها:

-  السائق المصري هو الوحيد الّي بيوقف على مدخل نفق أو مطلع كبري و الأغرب انّو لو افتكر مثلا و هو فوق الكبري أو النفق انّه تاه , ما عندوش أدنى مشكلة انّو يرجع " مرش دريار" ...كده بكلّ بساطة !

 

- ظاهرة عجيبة تستحق التمعّن و التأمل و هي انّه اللّي ماشي بطيء مووووووووت بيسوق في الحارة الشمال و الّي سريع طيّيييارة تلاقيه على اليمين !

- السائق المصري بطبعه حبّوب و قلبه أبيض ...يعدّي قدّامك و يزنقك و يعملك سندوش بينه و بين سواق النقل و يكون بينك و بين الموت شعراية ...تضربلو كلاكس و لّا تشتموا , يقوم مخرّج ايده من ازاز العربية و رافعهالك بمعنى " معلش" ...و لو انت متّ فيها برده حيبقى معلش و يقول انه كان قدر و مكتوب !

- السائق المصري هو في الأول و الآخر أب حنون ...لمّا يعوز يفسّح ولاده الصغيرين...مش ياخدهم الملاهي....لااااااااء ....ده بيحطّهم كلّهم على حجره و يسوق بيهم ...."ايرباج" من لحمه و دمّه !

- المصريين بطبعهم  شعراء و مبدعين درجة أولى .....فما تستغربش لما تلاقي سواقين النقل و التوكتوك المجرمين المبرشمين لازقين على ظهر المركبة شعارات في قمّة الابداع اللّغوي  ..."المجروحين يمسكوا يمين" ..."تعمل حسابي أقدرك, تهزّر معايا أعوّرك" ...."ما تبحلقش كده يا لوح, دي جات بطلوع الروح" ...."اتنين ما لهمش أمان...الفرامل و النسوان" " ..." رضا الوالدين أهم من رضا أبوك و أمك"!!!

- التوكتوك هو المركبة الوحيدة اللي بيسوقها عيال و بتمشي عادي على كل الطرق و لا تخضع لأي قانون مرور ....كده بالبلطجة ! و اللي مش عاجبه يروح يشتكينا لأقرب قسم ...بس هو مش عارف انه صاحب التكاتك الّي في الحتة هو مأمور القسم نفسه : )

 

عزيزي السائق المصري...التفت و ابتسم و قول " تشييييييييز" ...أنت دخلت موسوعة العجائب ! 

أخيرا , تحية لكلّ من يجاهد كلّ يوم لكي يحترم قانون المرور :)