في إحدى الأيام كنت أتجول في أحد الطرقات فإذ بي أرى طفلًا صغيرًا يجلس في زاوية من إحدى الطرقآت يبكي وكانت معالم الحزن والألم والحسرة واضحة على وجهه، أقتربت نحوه وسألته" لماذا تبكي يا صغيري ؟" فأجابني قائلًا "لقد خسرت كل ما أملك " أعتقدت أنه فقد ماله أو ألعابه أو ما شآبه ذلك ،فقلت له :لا تبكي يا صغيري سأعوضك عن كل ما خسرت" نظر إليّ باستغراب ودهشة وقال لي "هل ستعوضيني على فقدآني لعائلتي ؟!

من أول ما سمعت هذه الكلمآت أحسست بأن شئ دخل إلى قلبي ضرب أوتآره بقوة كأوتار عود قديم كآدت أن تتمزق من شدة الضربة ، نظرت إليه بحزنٍ ولن أعلم ماذا سأقول له غير أنني كنتُ في صدمة فقلت له "هيا بنا يا صغيري لنذهب " ابتسم الصغير وقال لي "سنذهب إلى عآئلتي أليس كذلك ؟" أمسكتٙ بيده وأكملنا طريقنآ ولم ننطق بحرفٍ واحد ،أعتقد أن من شدة الصدمة لا أحد بنا يتحدث أو ينطق بحرفٍ واحد حتى !فأنا لا أدري ماذآ سأفعل بهذا الطفل المسكين ،ما ذنبه ليتحمل كل هذا ؟ أنه طفل صغير يبحث عن حنان الأم وعطف وحب أسرته ، وصلنآ إلى البيت ،كآن يبدو عليه أنه خائف ومتوتر وحزين حآولتُ أن أشعره بالاطمئنان والأمان والحب ،وأحضرت لهُ بعض الحلوى والطعام ،كآن يبدو عليه أنهُ جآئع فأكل كل ما في الصحن وابتسم قائلًا "أن مذاقه وطعمه يشبه طعآم أمي الذي كآنت تعدهُ لنا " حاولتُ أن أتمالك نفسي من البكاء فكآنت لحظآت مؤثرة حقاً ،قلتُ لهُ :اعتبرني أمك وكل عائلتك وسأبقى بجآنبك طوال العمر وأعدُ لكٙ مثل هذا الطعام كل يوم ، فقال لي "وهل ستتركينني لوحدي وتذهبين كمآ فعلت أمي ؟وبدأ البكاء ينهمر من عيوني ومن شدة البكاء والحسرة ابتسمت وقلتُ له "أعدك أنني لن أتركك وحدك ولا شئ سيفرقنا عن بعضنآ سوى الموت يا صغيري "💙

#هلوسآت

#خربشآت_أسيل