قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشي في قصيدته دع الأيام تفعل ما تشاء
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ | وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ |
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي | فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ |
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً | وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ |
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا | وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ |
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب | يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ |
ولا تر للأعادي قط ذلا | فإن شماتة الأعدا بلاء |
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ | فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ |
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي | وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ |
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ | ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ |
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا | فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ |
وأرضُ الله واسعة ً ولكن | إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ |
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ | فما يغني عن الموت الدواءُ |