تواضع العظماء
بقلم
حسن غريب
----------------------------------------------------------------------------------
أتذكر قبل موت الكاتب العالمي الكبير ""نجيب محفوظ"" وبعد حصوله علي جائزة نوبل في الآداب أنه رحمة الله عليه كان يجلس في نادي القصة وحضرت خصيصا لجلسة في حضرته مع الكتاب صغار السن أمثالنا وقد سألته :كاتبنا الكبير أريد أعرف رأيك فيما كتبت فرد علي مقتضبا أولا أنا اسمي نجيب محفوظ ولا أحب أن يناديني أحدا بغير ذلك هل رأيت أحدا من العظماء يقول أنا عظيم أو خبير يقول هأنذا لابد نحن أن نسمو ونرقي مجردين بأسمائنا وعلي المتلقي منا أن يحكم علينا بتجربتنا ومرحلتنا التي وصلنا لها ، ولنا في طه حسين ، وعباس العقاد القدوة التي نقتفي بأثرها .
أقول هذا الكلام والتعليق بما لاحظت لغط ومسميات كبيرة وفخمة يمنحها كل شخص لنفسه هنا عبر صفحات الفيس بوك،، فمثلا نجد مجرد شخص عادي جدا لا علاقة له بالصحافة ولا يعمل في مجالها يذيل اسمه بالكاتب الصحفي ، ولا أدري متي صار صحفيا أو كاتبا في غفلة من الزمان!؟ ، وغيره يكتب الشاعر والكاتب والروائي والباحث والناقد والمؤرخ ، ضحكت كثيرا مع نفسي وفي سريرتي أن الكل يريد في زحمة الفوضى وخرق الزمان وعتمة الحياة الثقافية وشبورتها وضبابيتها نجد كائنات غريبة وعجيبة خلعت علي نفسها تلك المسميات ، وعندما تأتي لتسمع أو تناقش هذا المدعو تجده لا يدرك شيئا من الأمر شئ لكنه هي خرق للذوق العام ووقوفا أمام الغير ببجاحة ووقاحة كي تثبت لنا أن الشجرة التي ليس لها جذور سرعان ما تنقشع وتبرز علي حقيقتها وتلقي بها بعيدا في مزبلة التاريخ ،كما سيضرب الكثير منهم ومنهن بالنعال علي أم رأسه ويبصق عليهم من الجميع ، ويصيرون مضحكة من الجميع ، ومن ناحية أخري أقرأ لقامات وكتاب كبار لكنهم ما فكروا أن يضعوا قبل اسمهم يوما القابا تشبه الحمل الكاذب لبعض الكذابين والمنافقين والرقاصين في هذا الزمان الذي قارب أن يكون كالهرم المقلوب .