فإنا نعلم ان هناك خير وشر ولكن قد يغطى الشر بالخير ظاهرا مُوهماً لمن حوله انه خير وقد يحمل منا الشر وهو لا ينتبه وقد يحمل منا الخير ولكن قد غطى بالشر , وقد جاء الاسلام لايقاظ النفوس وتزكيتها من كل شر وتحريك الخير المفطور عليه الانسان حتى يحتل المساحة الكبيرة من القلب وكذا معالجتها حتى لا تتأذى بل قل حتى لا يتأذى من حولها , لقد وجدت ان علاج الآلام في ما يؤلم , فطعم الدواء مر ولكن عواقبه تنسيك مر الألم , وكذا طعم البلاء مؤلم ولكن عواقبة جميلة اذا ارتكز أساس الصبر على هذا البلاء على حسن الظن بالله والسبب ؟؟ انك اذا احسنت الظن بمن ابتلاك سيكون سبب لدفع البلاء وما أعظم دفع البلاء بحسن الظن بالله واقرا قول الله في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء ) وكان حقا علينا ان نحسن الظن بالرحمن , سأدخل في ضرب الامثلة , لقد رأيت من يدخن لديه من العزيمة في ادمان التدخين ما انه سوف يقاتل لاجل ذلك , مع انه معترف انه سبب لمضرته ولكن هل يعترف انه سبب لمضرة من بجانبه ؟؟
هكذا بعض الناس يعرف انه يضر نفسه ويضر غيره ولكن لا يفكر في خطورة هذا الأمر , والاقلاع عن هذا الضرر هو سبب لاقتلاع هذا الضرر من المجتمع .
بإختصار أحدنا لا يفسد نفسه فقط بل يفسد غيره
لهذا شرع الله لنا أمر عظيم وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد كانت بني إسرائيل لا ينكروا المنكر ولا يأمروا بالمعروف وفشت فيهم المعاصي وسكت علمائهم عن هذا الأمر وخالطوهم بدون إنكار , فلعنهم الله على لسان داود وعيسى بن مريم عليهم السلام , وأعظم ما يوصل لنا خلاصة الامر ولب هذا الموضوع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالـمًا، أو مَظْلومًا»، فقال رجل: "يا رسول الله، أنصره إذا كان مَظْلومًا، أفرأيت إذا كان ظالـمًا، كيف أنصره؟" قال: «تَحْجُزُه، أو تمنعه من الظُّلم، فإنَّ ذلك نَصْره».
ولو تأملت تساءل الصحابي عن كيفية نصرة الظالم فإن في الامر إشكال لمن يسمع هذا الحديث ولكن ﻷن في الامر تربية إيمانية وخلق نبيل ووحي من الله على رسوله ليعلم الناس كيف يحافظوا على المجتمع الذي قام بإنشاءه النبي صلى عليه وسلم وليعلم الصحابة من بعدهم حتى تنشأ الأجيال القادمة على ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم ,ولو تأملت هذا الحديث لوجدت جمال هذا الدين وشدة تنظيمة لأمور الناس وضبط الناس على طريق مستقيم تسير عليه الناس وما تراه اليوم من خلل في غالب الناس إلا انهم انحرفوا عن هذا الطريق المستقيم.
وقد صدق الامام مالك عندما قال "لن يَصلُحَ آخرُ هذه الأمة إلا بما صَلَح به أولها؛ فما لم يكن يومئذٍ دينًا، لا يكون اليوم دينًا".
وقد تميزت هذه الأمة من بين الأمم بالثناء عليها بصفات حميدة اتصفت بها وذكر الله تعالى هذا الأمر في كتابه الكريم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... )
وإلى الله المشتكى إلى ما صرنا اليه من التهاون , وانا لا أدري كيف لم يتعظ الناس من قول الله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) ولو تأملت ان في الآية بيان ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب الفلاح ولكن ( ياليت قومي يعلمون )
محمد النجاري