في بداية الامر قد يكون متعبا ولكن في نهاية الامر سوف يصبح التعب راحة , عندما ترى انك أنقذت إنسانا ...
ما أبلغ الكلمات وما أسرع ما تلامس القلوب اذا خرجت الكلمات من قلب صادق محب يريد إيصال الخير للغير
عندما ترى جمال هذا الدين وحقيقة ما يدعو إليه وجوهر مكنونه , تحب ان تراه واقعا نعيش تحت ظله نلتمس من نوره ما ينير به طريقنا ...
ولكن عندما ترى اننا نعيش تحت جحيم أفكار البشر ورداءة تلك النفوس عندما هجرت ذلك النور , تجد ان البعض يفسد غيره أو يسعى في إخراج غيره من ذلك النور بدون ان يشعر انه يفعل ذلك , بمعنى تصبح فاسدا بدون ان تشعر
رأيت ابتعادا كل البعد عن منهج الاسلام في تصحيح أخطاء الغير وتنبيه من وقع في الزلل , مع ان الاسلام أصل لنا قواعد ومبادئ مثل :
- (إنما المؤمنون إخوة)
- (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)
- ( المسلم اخو المسلم )
مع أن الانسان مفطور على أخلاق النصح للغيير ومحبة تغيير الناس ولكن جاء الاسلام ليضع ضوابط في هذا الأمر
- (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )
- { ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هِىَ أَحْسَنُ }
- (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ...)
- { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }
- ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )
- { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ...}
- { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ... }
وانا لا اتحدث ولا أقصد بكلامي إلا قول الله تعالى الذي يدل على الذي اتحدث عنه وهي حقيقة المحبة من النصح والتربية وغيره كقول الله تعالى :
- {يا أَيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وَأهليكمْ نارا}
- ( وأنذر عشيرتك الأقربين )
- قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
- ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )
عندما ترى بعض الاشخاص ينصحك بكل حب واحترام في أمر من أمور دنياك ( عملك-دراستك - ...) عندما تجد ملامح النصح في وجهه , تجد شعور جميل من الاهتمام ولكن لماذا لا نجد هذا الاهتمام والحب والاحترام في نصح الاخرين في أمور الدين عندما تجدني مقصرا أو متهاونًا عندما تراني على طريق الهلاك عندما تجدني لا أصلي و لا أصوم , إهمال الدراسة والعمل له عواقب سيئة ولكن بالله إهمال الصلاة بل قل تركها أليس ذلك له عواقب سيئة في الدنيا والاخرة , أين ذهبت المحبة تلك وملامح الشفقة في وجهك عندما نصحتني بكل حب عن دنياي ولكن أين انت من آخرتي ,
النبي صلى الله عليه وسلم قرة أعيننا وحبيبنا تأمل ماذا قال الله عنه في القران :
- { لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين }
- { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات }
- { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ }
يخبرنا الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لشدة حبه لهداية الناس ورحمة بهم قال الله لعلك باخع يعني: مهلكها، غما وأسفا عليهم , فهل نجد أنفسنا حريصين ولو يسيرا على هداية الناس , يقول الله تعالى عن واصفا حالة النبي صلى الله عليه وسلم ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ... )
غاية المحبة والرحمة والحزن لعدم استجابتهم كل هذا لأجل هداية الناس
* تأمل قصة هذا الرجل واستفد
{ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى } حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل وآمن به، وعلم ما رد به قومه عليهم فقال [لهم]: { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } فأمرهم باتباعهم ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة.
وعندما قتلوه قومه ( فـ { قِيلَ } له في الحال: { ادْخُلِ الْجَنَّةَ } فقال مخبرا بما وصل إليه من الكرامة على توحيده وإخلاصه، وناصحا لقومه بعد وفاته، كما نصح لهم في حياته: { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي }
( بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ )
أي: بأي: شيء غفر لي، فأزال عني أنواع العقوبات، { وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } بأنواع المثوبات والمسرات، أي: لو وصل علم ذلك إلى قلوبهم، لم يقيموا على شركهم. [ تفسير السعدي]
رجل جاء من أقصى المدينة يريد نصح الناس فقام قومه بقتله , فيقول بعد ما رأى ثواب الله بكلام يدل على محبة النصح لهم يقول ( يا ليت قومي يعلمون )
فهل نقول مثل ما قال هذا الرجل ؟؟؟!
[٦/٩/٢٠١٨ ١:٣٥ م] .: أليس قمة الحب ان ارجو ان نكون انا وأنت في نعيم دائم ومقيم , لقد احببتك عندما أهتممت بنصيحتي ولكن انصدمت عندما تركتني احترق في ظلمات ذنوبي , أين انت من قول ابراهيم عليه السلام لأبيه{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ْ}
كأن الامر يحتاح لإعادة معرفة حقيقة محبة الاخرين لنا, من نصاحب , لمن نعطي وقتنا.
ذكر الله قصة أصحاب الجنة في سورة القلم عندما اقسموا انهم سيجدون جنتهم بعد ان زهت ثمارها واجزموا انه لا يمنعهم منها شيء ولم يقولوا إن شاء الله , وهم يتسارُّون على منع الفقراء والمساكين من الانتفاع بحديقتهم وعندما رأوها قد تلفت واحترقت , قال لهم أوسطهم [ أي: أعدلهم، وأحسنهم طريقة { أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } أي: تنزهون الله عما لا يليق به، ومن ذلك، ظنكم أن قدرتكم مستقلة، فلولا استثنيتم، فقلتم: { إِنْ شَاءَ اللَّهُ } وجعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئتة الله، لما جرى عليكم ما جرى.] تفسير السعدي
لتعلم اننا نحتاج لمحب يذكرنا بالله حتى لا نهلك ونقول ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )
هذا قليل من كثير ولكن الغرض وصول الفائدة والحمدلله رب العالمين.
كتبه : محمد بن سعيد النجاري
#النجاري