[المقال]

الحياة كما ابدعوا في وصفها فلاتزال بسيطة غامضة، قطار سريع:

(الحياة قطار سريع، ما اجتازه حلم، وما هو مقبل عليه وهم.) فريدريك شوبان

الفرضية: في طابور احلامنا نحجز تذاكر امنيات لم تتحقق ،  ننتظر القطار لكننا لن نجري خلفه (انه سريع مهما توقف في اكثر من محطة لن نسبقه) لكن ماذا ان لم نعرف العربة التي لم نحجز بها أي مقعد ، قبل ان ندرك ان الوجهة ليست الوجهة؟  تكون شحومنا قد رخت عضلاتها في المقاعد المريحة بجانب النافذة والمنظر الجميل ..

ذلك مثال بسيط، عدلته ليناسب نظرتي للحياة التي أجدها بسيطة لحد التعقيد، حياتنا معقدة في بساطتها؛ لأننا نتمسك بالاشياء البسيطة في عالمنا.. انها مجرد قاعدة يمجدها الغريبون.

(إن أجزاء المخ التي تنشط عندما نستكشف الأمور هي الأجزاء نفسها التي تقوم بمعالجة معقدة للمعلومات الحسية: ليست تلك الأجزاء التي تتعرف على الحروف الأبجدية عن طريق الشكل، أو تلك التي تتهجى الكلمات، ولكنها تلك الأجزاء التي تبحث عن المعنى الدقيق للكلمة.) إلين إن. أرون

》عن المعنى والهدف|

هكذا قال في نفسه احد الحالمون: سأعيش حياة سعيدة ، دون معاناة او ندم او محاولات "بائسة"، لأنه كل محاولة ستحتسب فرصة ، والمحاولة الأخيرة ستكون الذهبية لكن ليست (النهائية)، ومن ذكر ان للذهب قيمة تمنعنا من المحاولة مجددا؟

"في الهند .. هناك حكاية رمزية تشبّه الانسان بحمار يحمل على ظهره اكياس من الذهب لكنه يمشي بدون عقل ولا يرفع بصره ابدا عن طريقه الشاق و يقدّر ذلك الكنز المحمول على ظهره" د.مهدي الموسوي (الرقص مع الحياة)

لست أغني او أصرخ بشعارات النضال والسهر، ولست اؤمن كامل الايمان ان الانسان سيحمل رسالة واحدة ومعنى ثابت للحياة منذ مولده حتى وفاته.. لأنه دوما يبرع في افساد كل معنى لم يفهمه جيدا وكل فرصة سحقها دون ان يدري و ترتسم ابتسامة واسعة على وجنتيه.

لكني لست اعيش النهار لنفسي، ولا اعيشه لأحد. لكن ماذا اذا نمت النهار، او فكرت كثيرا.. هل سأعمل شيء للنهار الجديد، لماذا لا أفكر فيما سأفعله ليلة (الليلة)....

Image title

(إن دراستي لسمة الحساسية المفرطة كانت رحلة ممتعة بالنسبة إلي. وكان الأمر في البداية مجرد فضول عن أمر قاله أحد الأشخاص عني، فقمت بإجراء بعض المقابلات مع بعض الأشخاص الذين يعتقدون أنهم...) إلين إن. أرون

ما هي مشكلتنا في التمهل، ومشكلتي في (مفاتيح البحث) ، وعن ماذا سأبحث ، وفجأة ما هي تلك الأسئلة التي أبحث عنها ، ولما سألت نفسي أسألة كتلك.......

المرح و التركيز وحسب.

هل تتذكر شيء مما تحبه..


هل تحب شيء ولا يمكنك تذكره؟ متى مللت من صورة تعشقها، رغم انها قديمة. و هل لازلت تتذكر اي كلمة او لحن من موسيقى اعجبتك ومر عليها زمن بسيط؟... بعض الاشياء التي بها معنى لا نفهمه تعجبنا، وبعض الاشياء التي لا يجد احد بها معنى سوانا نجد اننا نعشقها، لذلك نشكك في انفسنا عندما نصبح بلا هدف، لكن ندرك المعنى الذي نحمله بأنفسنا لكل شيء بسيط و مجرد. لا نصدق احدا يحبنا ، ولا نصدق اننا جميلون ، لأننا نتذكر كم أخطأنا وحسب.

Image title


(أتمنى أن أتمكن من التخلص من الأفكار التي تسمم سعادتي، لكنني يبدوا وكأني أشعر بنوع من السرور في الإنغماس فيها.)    فريدريك شوبان

من فترة لأخرى اشعر بأنني أحوم ، كليّ مساحات فارغة أطفو عليها، ومفاهيم لم اعلم عنها بعد ولم ادرك فحواها ، لكن قبل ان اتحدث عن ذلك الفراغ سألمح  عن الفوضى التي تتكدس عندي وانغمس بها ليس لا لأنها أكثر كثافة، ولأنني لم أجد لها ترتيب أبجدي .. ذلك لأنني لاحظت ان أي عمل بلا هدف فهو فاسد وقد يكون فوضوي. لكن الحياة التي ليس لها معنى لا تجلب العمل الذي نبدأه والسلوك الذي نعيشه. كيف يمكن ان نخلق اهداف متعددة وواضحة دون معنى سليم عن الحياة التي توظف تلك الاهداف وترتبط معها ...وذلك المعنى لم انتهي من صياغته بعد: تنقصني مفاهيم وينقصه كلمات ، لدي الادوات لكن لم اتعلم تلك المهارة بعد (صياغة المعنى و صقل كلماته) 

٩ فبراير

//نور الدين خالد