منذ عام ونصف تقريبا أفتتحت منصة كتابية تسمي رقيم، بدايتها كانت منصة للتعبير وكتابة المقالات، ولكن هذه فقط في الظاهر لمن يري المنصة من الخارج أو لأول مرة ، ولكنك في الحقيقة ستجد أن هناك سحرا ما يشدك في تلك المنصة.

تميزت هذه المنصة بأن كل المقالات والقصص المكتوبة هناك حصرية فقط للموقع، لا مجال للنقل أو لمقالات إعادة الصياغة، أقسام متعددة في جميع المجالات،ومجلات متخصصة في الموضة والرياضة والسيارات

فريق التحرير هناك يساعد من يرتكب أخطاء ويلفت انتباهه إليها، متعاون للغاية مع الكتاب، وغير متهاون مع سارقو المحتوي .

يطمح الرقيم لبناء إنترنت يتكلم العربية، ويسعى لترجمة المقالات العلمية الغير منتشرة للغتنا، ليكون مصدرا لكل من يحتاج هذه المعلومات ، بل ويطمح كذلك لنشر اللغة العربية حتى من غير المتحدثين بها، في رؤية مستقبلية لإضافة قسم لتعليم اللغة العربية .

تحدثنا مع مؤسس الموقع أستاذ محمد المهندس،  الفارس النبيل كما يُطلق عليه في رقيم، لنعرف تفاصيل أكثر عن المنصة:

أستاذ محمد عرفنا بنفسك:

محمد حسن المهندس، خريج كلية الهندسة جامعة عين شمس قسم إلكترونيات واتصالات سنة 2004، عملت في مجالات اتصالات المحمول حوالى 12سنة، ى 2009 حصلت على الMBA ، ومن حينها وأنا اعمل في مجال صناعة الأنترنت، وعلى مدي مسيرتي المهنية كان لي الحظ في العمل في العديد من الدول ، مصر ، أيرلندا، اليابان، ثم دول الخليج ، كله في مجال اتصالات المحمول، بالتزامن مع صناعة الإنترنت، وعلى الصعيد الأدبي نشرت كتابين إلكترونيا مع منصة كتبنا "رواية ليان - التجربة اليابانية (مجموعة مقالات)" سنة 2015

 

كيف بدأت فكرة رقيم ؟ :

فكرة رقيم لها شقين، شق يتعلق بصناعة المحتوي والكتابة وما إلى ذلك، وشق أخر تقني يتعلق بالهندسة وخلق تكنولوجيا وإنشاء منتج نستطيع التربح من خلاله .

بالنسبة للشق الأول  أحب الكتابة دائما، ولكن لم يكن لدي القدرة على التربح من الكتابة حتى بعد النشر الإلكتروني، وبالتالي لم أنفق الكثير من الوقت في تنمية موهبتي، واكتشفت أن المشكلة لم تكن مشكلتي وحدى، بل هي مشكلة جيل كامل من الكتاب الموهوبين الذين لديهم الكثير من الطاقات الأدبية المكبوتة التي لا يعملون على تنميتها لأنها ل تجلب لهم الربح، فكنت دائما أفكر، كيف أستطيع أن أفعل شيئا يساعدنا على التربح من الكتابة، بحيث توفر له عائد يشجعه على ممارسة شغفه أكثر ، بشكل أوضح،( إيجاد منصة حرة للكتابة، دون الرجوع لفريق مراجع، أو سياسات مجلات، بالإضافة إلى تواصل اجتماعي بعيدا عن ضوضاء مواقع التواصل الاجتماعي  وغياب الجودة والحصرية ).

كان ذلك في 2016، وكان هناك نموا كبيرا في ما يسمي بالاقتصاد التشاركي، كأوبر وكريم وأمازون وسوق وغيرها، فكانت الفكرة، لم لا نحقق الاقتصاد التشاركي في إنتاج محتوي عربي عالي الجودة، من هنا فكرة وجود منصة للنشر الحر اللحظي، والتربح من كتاباته التي ينشرها على المنصة.

أما الشق الثاني فكان حلما من أحلامي كطالب جامعي، وسؤال : لم لا يوجد محتوي عربي في كل المجالات، لم نستورد كل العلوم والتقنيات من اللغات الأخري؟ لم لا نحقق اكتفائنا الذاتي من المحتوي العلمي والتكنولوجي ،ومن هذا المنطلق كان لدي هدف ، أن أؤسس مؤسسة أو شركة تقوم أساسها على الإنتاج التكنولوجي، وبحكم عملي ودراستي استطعت في جعل تلك الفكرة كيان لصناعة الإنترنت.

فمن هنا نستطيع القول أن رقيم هو شركة إنترنت تتيح من خلالها للمستخدم  نشر محتوي شخصي حر مع خصائص مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة لإمكانية الربح من المحتوي عالى الجودة الذي ينتجه.

بمعني أدق" رقيم هو كيان يبنى أنترنت يتحدث العربية"

 

رقيم عمره الآن سنة ونصف تقريبا، . ما التطور الذي حدث؟ وهل كنت تتوقع هذا النمو في هذه الفترة ؟:

سأبدأ من بداية رقيم كفكرة، بدأت فكرة رقيم في أكتوبر 2016 تزامنا مع محرم 1438، بدأنا بحجز دومين الإنترنت وتصور شكل الكيان كيف سيكون وإعداد اللوجو، وفى يناير 2017 بدأت عملية التطوير وكتابة الكود، وفى مايو 2017 كان الافتتاح الأول ولكنه كان مقتصرا على من لديهم حسابات تم إنشائها بطريقة يدوية عن طريق المؤسس، وظللنا نطور الموقع ونعمل على الراقمين الأوائل الذين هم نواة رقيم .

من مايو 2017 إلى اكتوبر2017 عملنا على زيادة عمل الراقمين الأوائل، لبدء إنشاء المحتوي العالي الجودة متعدد الموضوعات، ليستطيع الراقمون الجدد إيجاد نواة صلبة  عند الافتتاح الرسمي تناسب كل الميول والاهتمامات، وتمت في هذه الفترة الاحتفال بوجود ألف مقالة على رقيم الوليد.

تم الافتتاح الرسمي للرقيم كان في 31 أكتوبر 2017، أي أن الرقيم عمره سنه واربع شهور بالضبط، ونما عدد المستخدمين خلال الفترة من ألف مستخدم إلى عشرة ألاف مستخدم، وعدد المقالات من ألف مقالة إلى 17الف مقالة، عدد زيارات الرقيم تزايدت من صفر إلى 70 ألف.

قد تكون هذه الأرقام ليست كبيرة بالنسبة لمواقع أخري، ولكن إن أضفنا معلومة غاية في الأهمية، وهى أن كل ذلك تم دون ميزانية تسويق، وبدون حملات إعلانية، كل الزيادات تمت بصورة طبيعية 100% ، بمعني أخر أن زيادة عدد المستخدمين تم عن طريق (power of mouth) أي أن الراقمين أنفسهم هم من دعوا أصدقائهم للمنصة عندما وجدوا فيها ضالتهم، لذا نجد كيف أن هذه الأرقام إنجاز وطفرة .

وبالنسبة لتوقع النمو، في الحقيقة كنا نتمنى الوصول لذلك النمو ولأكثر من ذلك، ولكن الخطة كانت مشروطة بتوفر ميزانية تسوقية ودعم مادي، ولكن للأسف لم تتوفر تلك الميزانية، ولما وجدنا أننا حققنا تلك الأرقام دون تلك الميزانية التسويقية أصبحنا مبهورين، ونتوقع نموا أكبر بكثير بنفس الطريقة في الفترة القليلة القادمة .

وقد تعاونت رقيم مع مؤسسات ناشئة أخري، كمجلة التميز، إذاعة ومجلة الخافقان، ومؤخرا منصة كتبنا، التي نشرت أول رواية مطبوعة نشرت على رقيم ( امرأة بين ثلاثة) في معرض القاهرة لهذا العام

 

من مميزات رقيم التربح والحصول على الرقمات، ما قصة الرقمات ؟

الفكرة في ربط النقاط داخل الموقع باسم يرتبط بالموقع وهو توجه الموقع الأساسي، لأننا كما ذكرنا نخلق تيار جديد، شكل جديد حتى في أدق التفاصيل، بعيدا عن الأشياء التي تكررت وحفظتها، فقررنا أن تكون كل تفاصيل المنصة مرتبطة بالأسماء العربية وبالحروف العربية، بعيدا عن الإنجليزية والفرانكو اللذان هما التوجه العام للإنترنت هذه الأيام، لذا أخترنا أسم رقيم ، أي اللوح أو الدواة التى تكتب عليها .

كذلك الحال عندما بنينا أعمدة وأركان المنصة، فابتكرنا محرك بحث خاص بنا، وأسميناه قالون، و الذكاء الاصطناعي أسميناه الحسن، و الوجه الإعلاني أسميناه الأدهم .

الهدف الأساسي من الرُقمة هو التربح ، بمعني أخر الرُقمة هي العملة، وبنينا محرك يحسب كمية التفاعل الذي يخلقه المستخدم على المنصة ، مثلا عند كتابة مقالة، وتفاعل الناس معها من إعجابات وتقييم وتعليق، بتحول هذا التفاعل غلى نقاط، وتفاعل المستخدم نفسه كذلك يتحول لنقاط، كما أن الإعلان التي تظهر بالمقال يستفيد منها الراقم وتضاف له كنقاط، وبذلك نكون حولنا التفاعل لنقاط، ومنها إلى عملات.

وبما أننا نبحث عن التميز، فبحثنا عن اسم جديد عربي، بعيدا عن كلمة عملةـ فجأنا بإسم من رقيم، ووزناها على وزن كلمة عملة ، فأصبحت رُقمة .

قبل رقيم كان هناك مدونات، والكاتب يسمي مدون، وما يكتب يسمى تدوينه، فحولنا كل شئ ليصبح "براند" خاص برقيم، فالمدون أصبح راقم، والمدونة أصبحت حساب رقيم، والتدوينة أصبحت رَقمة، كل ذلك لجعل رقيم مميزا في كل تفاصيله الصغيرة منها والكبيرة.

نأتي لفكرة سعر الرُقمة، سعر الرقمة يتغير حسب العرض والطلب، حاليا ال100 رقمة بدولار، غدا لو تضاعف المكسب والطلب سيزيد العملة مقابل الرقمات، كل ذلك يزيد بحسب المنتجات التي تقدمها المنصة، وهى في حالتنا المحتوي، بالإضافة لتمويل المعلنين.

كيف يحصل الراقم على رقماته:

هناك أكثر من طريقة، الأولى وهى البديهية: هي أن تكتب وتقدم محتوي حصري عالي الجودة يتفاعل معه الراقمون الآخرون.

الثانية: أن تدعوا الأصدقاء، وكانت هي تلك الطريقة الوحيدة للتسويق في البداية، كلما دعوت صديقا من خلال رابطك تحصل فورا على 5 رقمات على كل صديق.

الثالثة: ان يملأ المستخدم بيانات حسابه كاملة، لكي يستطيع الآخرون معرفة شخصيته أكثر وطريقة فكره، ومن جهه أخري تسهيل أستهداف الإعلانات.

الرابعة: مؤخرا أضفنا طريقة جديدة وهى أن الراقم يستطيع أن يسجل بصوته مقالات مسموعه يتم إرساله على الإيميل وإن كانت المقالات المسموعة خالية من الأخطاء وتم قبولها يتم إضافة رقمات لحسابك.

الخامسة: المسابقات التي ينظمها الرقيم بصفة دورية، تكون جائزتها بداية من 50 رقمة ، ويحصل أي مشارك حتى ولو لم يفز على 5 رقمات تشجيعا له على المشاركة .

السادسة: خطوة مستقبلية قريبة جدا، يتوقع منا الراقمون أن نضيف الصور والفيديو ليستطيع المستخدم التربح منهما .

 

كيف يتم استخدام الرُقمات؟ وكيف يتم التحويل؟

هناك عدة طرق لاستخدام الرُقمات، إما شراء المقالات المسموعة، أو تمويل مقالتك لتظهر لأكبر عدد من المستخدمين ، أو تحويلها لنقود عن طريق الباي بال حاليا لأنها الطريقة الأسهل حاليا وما هى إلا مرحلة أولية، ولم نكن نريد أن نتأخر في مسألة التحويل للمصداقية، ولكن مستقبلا سنأخذ خطوات مختلفة من تحويلات بنكية أو مواقع تحويل أسهل،أو حتى إرسال شيكات لعنوان المستخدم، ومستقبلا إن شاء الله أيضا ستتم من خلالها عملية شراء منتجات من خلال رقيم، سواء كانت كتب مطبوعة، أو أشياء تحمل شعار رقيم.

 

قلنا أن رقيم تتطور من سنة، ولاحظنا وجود رقيم الجامعي ورقيم التعليمي، كيف تطورت الفكرتان، وهل هناك رؤية مستقبلية لهما؟:

هذا السؤال سيجعلنا نتكلم عن رقيم ككيان ، وكرؤية مستقبلية، نركز في رقيم كما قلنا على بناء إنترنت يتكلم العربية، لجعل الوقت اكثر متعة وفائدة، لذا نتوقع من رقيم أن يقدم محتوي لكل ما  قد يستفيد  يحتاجه الإنسان العربي على الأنترنت بدون أي استثناءات، بمعني أن رقيم سيقدم المحتوي بكل صوره وأنواعه، مكتوبة ومسموعة وفيديو وصور، بل ونتوقع أن سيكون لديه محركات بحث خاصة للمحتوي العربي بكل أنواعه، بل وسنوفر مدقق لغوي، ومتابع خاص لمن يمارسون الرياضة يحسب لهم كالتطبيقات الموجودة حاليا.

بكل هذا التطور نجد أن رقيم التعليمي والجامعي ما هم إلا طفرة في العملية التعليمية، من قبل كان الطالب يكتب في دفتر ثم يرمي أخر العام، حولنا نحن هذا الدفتر إلى دفتر إلكتروني، يساعد الطالب والمعلم على أن يتابعوا تتطور مستوي الطالب،وسيعطيه ثقة في نفسه، واشتركت بالفعل العديد من المدارس معنا في رقيم التعليمي ، وبنفس الفكرة رقيم الجامعي، من كتابة المحاضرات على رقيم ليستفيد باقي الطلبة منها.

المبدأ العام لرقيم هو أن نحول كل العلوم التي قد يحتاج إليها المستخدم العربي بمختلف تخصصاته إلى لغتنا الأم، ليسهل استيعابها والاستفادة منها، وللأسف من النادر أن نجد من يهتم بهذا الأمر في الوقت الحالي، لذا نحاول قدر الإمكان جلب الأساتذة والطلبة والباحثين لكتابة أبحاثهم على رقيم باللغة العربية، للتسهيل على أنفسهم وعلى غيرهم نقل تلك العلوم بلغتنا ، بل ونهدف لأن يكتب الباحثون رسائل الماجستير والدكتوراه التي يحصلون عليها باللغة العربية، حتى وإن كانت مترجمة، نحتاج فقط أن تتعاون معنا الجامعات في كل دول العربية ليستطيع منافسة منتجات تبنتها جامعات أجنبية كجوجل وفيس بوك .

كل ذلك نواة لما نسميه أكاديمية رقيم، وهى جامعة إلكترونية تدرس جميع العلوم البحتة والإنسانية وكل ما يخطر على بال باللغة العربية، بإذن الله.

وستكون هناك دورات في عدة مجلات، أهمها كتابة المحتوي لأن هذا هو عملنا الرئيسي،التاريخ ،التنمية البشرية، ،علم النفس، الطب والهندسة .

 

هل من الممكن أن نري في رقيم جزء لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ؟

مما لا شك فيه بأن هذه من رؤية رقيم المستقبلية، فعند استقرار أمر رقيم وانتشاره ، سنبدأ في ترجمة المحتوي العربي الذي عملنا عليه للغات أخرى، ليكون رقيم واللغة العربية هما المصدر .

وبالطبع سنوفر جزء للتعليم العربية لغير الناطقين بها عن طريق معلمين أو عن طريق مقالات مسموعة ومقرؤه

المسألة كلها مسألية أولويات، وتوفير ميزانية تتيح لنا تحقيق تلك الرؤية المستقبلية، نحن لا زلنا تحت ميزانية ضعيفة، فستتجه كلها لإنتاج المحتوي العربي، وعند زيادة الأرباح وتكبير الميزانية سنستطيع أن نكمل المسيرة والرؤية ليصل الرقيم لأكبر شرائح مستخدمي الأنترنت حول العالم.


للتسجيل في المنصة من هنا