هذا المقترح لا يدّعي الأصالة، ولكن حذارِ من التسرع! بدلا من أن يكون هذا الجانب مثلبةً فإنه منقبةٌ وأيّ منقبة. إن كنتم تتساءلون كيف هذا، هأنذا أبيّن لكم. إنه مقترح ألهمه تصريحُ مسؤول دبلوماسي لنظرائه في تايلند متحسرا على أن الأخيرين لم يسحبوا هاتف فتاة سعودية هاربة واستعاضوا عن ذلك بسجب جواز سفرها. ما كان للفتاة الهاربة أن تفتح حسابا في تويتر وما كان لخمسة وأربعين ألفا من مستخدمي الإنترنت أن يتابعوها، لو لم تمتلك هاتفا مزودا بالإنترنت. وهكذا إذن يُمكن أن نعيد صياغة العبارة التي ابتدأ بها هذا المقترح لتكون: هذا المقترح يتكئ على أصالة من نوع خاص يحقّ لنا أن نصونه ونحافظ عليه. 

لا تخفى على أحدٍ العلاقةُ الطردية ما بين امتلاك النساءِ هواتفَ مزودةً بخدمات الإنترنت في الداخل واحتداد الهجمة الشرسة التي يشنّها الأعداء في الخارج، والعلاقةُ الطردية ما بين امتلاك النساءِ هواتفَ مزودةً بخدمات الإنترنت وازدياد رغبتهن في الهروب إلى الخارج. والحالة هذه، لزامٌ على صاحب القرار أن يحول دون امتلاك النساء هواتف حتى وإن تطلّب الأمر الاستغناء عن الإنترنت بالكليّة. فما جاءنا من الإنترنت، ولنكنْ صريحين بما يكفي، إلا السوء والتفريق بين المرأة وعائلتها، وبين المواطِنة ودولتها. 

في الختام، إن هذا المقترح الدبلوماسي ليضمن لوضع المرأة أن يبقى طيّ الكتمان ريثما يُحسَّن وضعُها في ثلاثة أو أربعة الأجيال القادمة، وإن لم يكنْ فإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فالصبر مفتاح الفرج، كما تقول الحكمة الحكيمة، ونساؤنا في وطننا نعمةٌ لا أذهبَها الله.