Image title

من منا لم يعش تلك الفترة التي يكون فيها بريئاً كالملائكة 
طفولة 

طفولة عذبة تحب فيها كل البشر والكائنات حتي الجماد تعشقه لا حقد لا كره لا أذي تحزن لأتفه الاسباب ربما لانك اليوم لن تلعب او لن تشاهد فيلم الكرتون المفضل لديك 
فترة تعيش فيها منعزلاً بكل ما يحيطك وفقط اهلك والعابك واشيائك المفضله وانت فقط 
ثم تمر السنين والأيام وتجد نفسك تنضج تختلط بكل شئ حولك تسأل لماذا ومن وكيف تبدأ تفكر بنضج قليلا تختلط بالناس أكثر وأكثر جميع الاطياف تقابلها تقابل وتصاحب اصدقاء جدد او ربما تقع فريسة لصداقتهم 

ما بعد العزله 

تختلط بالناس تتأثر بهم وبما يحملونه من الطبيعة البشرية التي قد تحمل الكره والحقد والكذب والنفاق 
ولكن يا تُري هل يتأثر الناس بطفولتك الطيبة النقية ! 
تعيش صراع عظيم بين الخير الذي كنت عليه وبين الشر الذي قد يفرضه الواقع عليك من منكم علي حق من يا تُري سينتصر من هل ينتصر الشر عليك فتصبح كما كل باقي البشر الذين يريدون الشر ويتفاخرون به 
ام ستصبح ذلك البطل الذي سينتصر لأولئك الاخيار من البشر الذين ينتظرون المنتصر لهم ولطفولتهم وإنسانيتهم  وبراءتهم
  
هل صدف معك ان صادقت شاباً شريراً عنيفاً ظالما ثم ما لبث من مدة وبدأ يتاثر بك وتؤثر فيه بالايجاب فبدأ يرجع الي إنسانيته التي فُطر عليها كل البشر ! 
إن صدف ذلك فأنت انكيدو ذلك العصر .. من أنكيدو 

أنكيدو 
ذلك البطل الذي حُكي لنا عنه في القصه الأسطورية لبلاد الرافدين التي كتبت في 4000 ق.م تعرف بملحمة كلكامش 
كلكامش هو ذلك الشاب الشرير التي صاحبه أنكيدو كان كلكامش ملكاً عظيماً عنيفاً شريراً يكره شعبه سيطرت عليه فكرة الكمال والالوهية الي أن جاء انكيدو ذلك المنقذ الذي سيقلب حياة كلكامش رأسا علي عقب 
ليصبح بعدها كلكامش عادلاً نقياً يحمل الخير لشعبة وأرضه  يحارب مع صديقة أنكيدو كل قوي الشر لتحرر الارض من قيودها الشريره وتتحرر النفس البشريه من الظلم والكره 
يظلان معاً الي ان يموت أنكيدو ليرثيه صاحبه الملك كلكامش رثاءً تبكي له يقلبك قبل عينك
يقول من ضمن رثائه  :من اجل أنكيدو خلي وصاحبي،ابكي وانوح نواح الثكلى
تلك القصة التي ستبكي في نهايتها لا تأثرا بتلك المشاهد بل  لأننا نعيش ذلك كل يوم نعيش مع اولئك البشر ربما يكونوا مختزلين في أنفسنا ولكننا لا ندري .. نكابر .
 
صاحبوا بصدق أنكيدو صاحبوا وصادقوا بحب تأثروا بأولئك الطيبين من حولكم دعوكم من الكبر والعند والكراهيه فالعمر ليس بطويل الي ذلك الحد الذي تظلم وتكره فيه
 اترك لك اثرا طيباً يذكرك الناس به بعد قرون عديدة 
ليرثيه حبيبي درويش كما رثي انكيدو ذلك الذي مات من 4000 سنة قبل الميلاد ولكنه  فقط ترك أثرا 
يقول درويش :

يكسرُني الغيابُ كجرَّةِ الماءِ الصغيرة .
نام أَنكيدو ولم ينهض . جناحي نام

مُلْتَفّاً بحَفْنَةِ ريشِهِ الطينيِّ . آلهتي

جمادُ الريح في أَرض الخيال . ذِراعِيَ

اليُمْنى عصا خشبيَّةٌ . والقَلْبُ مهجورٌ

كبئرٍ جفَّ فيها الماءُ ، فاتَّسَعَ الصدى

الوحشيُّ : أنكيدو ! خيالي لم يَعُدْ

يكفي لأُكملَ رحلتي . لا بُدَّ لي من

قُوَّةٍ ليكون حُلْمي واقعيّاً . هاتِ

أَسْلِحتي أُلَمِّعْها بمِلح الدمعِ . هاتِ

الدمعَ ، أنكيدو ، ليبكي المَيْتُ فينا

الحيَّ . ما أنا ؟ مَنْ ينامُ الآن

أنكيدو ؟ أَنا أَم أَنت ؟ آلهتي

كقبض الريحِ . فانهَضْ بي بكامل

طيشك البشريِّ ، واحلُمْ بالمساواةِ

القليلةِ بين آلهة السماء وبيننا . نحن

الذين نُعَمِّرُ الأرضَ الجميلةَ بين

دجلةَ والفراتِ ونحفَظُ الأسماءَ . كيف

مَلَلْتَني ، يا صاحبي ، وخَذَلْتَني ، ما نفْعُ حكمتنا بدون

فُتُوّةٍ … ما نفعُ حكمتنا ؟ على باب المتاهِ خذلتني ،

يا صاحبي ، فقتلتَني ، وعليَّ وحدي

أَن أرى ، وحدي ، مصائرنا . ووحدي

أَحملُ الدنيا على كتفيَّ ثوراً هائجاً .

وحدي أَفتِّشُ شاردَ الخطوات عن

أَبديتي . لا بُدَّ لي من حَلِّ هذا

اللُغْزِ ، أنكيدو ، سأحملُ عنكَ

عُمْرَكَ ما استطعتُ وما استطاعت

قُوَّتي وإرادتي أَن تحملاكَ . فمن

أَنا وحدي ؟ هَبَاءٌ كاملُ التكوينِ

من حولي . ولكني سأُسْنِدُ ظلَّّك

العاري على شجر النخيل . فأين ظلُّكَ ؟

أَين ظلُّك بعدما انكسرَتْ جُذُوعُك؟

قمَّةُ

الإنسان

هاويةٌ …

ظلمتُكَ حينما قاومتُ فيكَ الوَحْشَ ،

بامرأةٍ سَقَتْكَ حليبَها ، فأنِسْتَ …

واستسلمتَ للبشريِّ . أَنكيدو ، ترفَّقْ

بي وعُدْ من حيث مُتَّ ، لعلَّنا

نجدُ الجوابَ ، فمن أَنا وحدي ؟

حياةُ الفرد ناقصةٌ ، وينقُصُني

السؤالُ ، فمن سأسألُ عن عبور

النهر ؟ فانهَضْ يا شقيقَ الملح

واحملني . وأَنتَ تنامُ هل تدري

بأنك نائمٌ ؟ فانهض .. كفى نوما ً!

تحرَّكْ قبل أَن يتكاثَرَ الحكماءُ حولي

كالثعالب : [ كُلُّ شيء باطلٌ ، فاغنَمْ

حياتَكَ مثلما هِيَ برهةً حُبْلَى بسائلها ،

0

نشرت بتاريخ:

04/01/2019