Image title

قبل سنوات كنتُ من الفريق الذي يحارب طواحين الهواء بالتفضيل بين القراءة الورقية والإلكترونية.

قبل سنة ونصف تقريباً أدركتُ أني من هذه الفئة، وتُبت إلى الله من المقارنة، وشعرتُ صراحة بالسخافة حين نضع الأمر في هذا القالب لأسباب كثيرة، لعل أبرزها أننا نفوّت على أنفسنا في هذا الوقت من الجدال "فعل القراءة " والذي هو المقصود الأعلى من هذه المقارنات.

فهل [ تقرأ ] بشكل ورقي أو [ تقرأ ] بشكل إلكتروني لا يهمّ.. الأهم أن [ تقرأ ].

بعد هذه المقدمة أنتقل خطوة للأمام في الترجيح بين القراءة الإلكترونية والقراءة الإلكترونية [ ليس تكراراً اصبر عليّ قليلاً ] .

مستعدين؟ نبدأ بسم الله

قبل أنّ أبدأ و كي لا أكرر المُكرر،  أنّ هناك تدوينتان شاملتان للأستاذ الجميل فؤاد الفرحان للتعرف على عالم الكندل وكيفية نقل الكتب إليه وكثير من التفاصيل المهمة، واستفدتُ حقيقة منهما كثيراً، وهما موجودتان هنا [  كل ما ترغب معرفته عن الكندل ] [ تهيئة الكتب العربية على كندل ] . فُيرجى الاطلاع عليهما تكرماً.

أصبح من المعروف أنّ مساحة التقنية احتلت قسماً كبيراً من حياتنا، رضينا بهذا الأمر أو لم نرضَ، كما تقول صاحبة كتاب "التأثير السيبراني" إنّه الوحش الذي أصبح داخل بيوتنا، ونفيك أنّه غير موجود أو غير مؤثر سيكون مضحكاً.

التعريف بالكندل:

الكندل باختصار هو جهاز قراءة إلكتروني للكتب والمقالات من شركة أمازون معتمداً على الحبر الإلكتروني [ E_Ink] صدرَ في عام 2007 وكان ثورة حينها في قراءة الكتب لأسباب كثيرة، أبرزها أنّ طريقة نشر الكتب في الغرب يختلف عن نشر الكتب في عالمنا العربي، كون أنّ غالبية دور النشر هناك تنشر طبعة إلكترونية مدفوعة للكتب الورقية، فالأمر عندهم منتشر وميسر وهذا ما ساهم في شعبية الكندل لدى القارئ الغربي.

الحقيقة أنّ الجهاز مُبرمج لقراءة الكتب الأجنبية، لكن مؤخراً دخلت اللغة والكتب العربية على الخطّ، وأصبح هناك سوق كبير لها في أمازون.

أنواع الكندل:

للكندل عدّة أنواع، منه العادي [ بدون إضاءة ] ومنه المتوسط [ بإضاءة وواي فاي]  ومنه الكبير [ إضاءة وواي فاي و أزرار ] .

طبعاً الفروقات بينها ليست جوهرية، بل هي تحسينية في جانب كبير منها، والمستخدم هو الذي يحدد الميزات الأقرب لحاجته.

طبعاً الأسعار  تتفاوت بين الأنواع [ تبدأ من 80 دولار وتصل إلى 260 دولار ] .

المقارنة بين الآيباد والكندل:

Image title
هذا جهازي الشخصي الذي أستخدمه نوع "بيبر وايت"


حقيقة هذا لبّ التدوينة، وأرى أنّ فكرة المقارنة بين الاثنين ليست عادلة كون أنّ لكل واحد منهما ميزات تفرّقه عن غيره، أنا مستخدم قديم [ قديم يعني أكثر من 5 سنوات ] لجهاز الآيباد للقراءة، وصراحة كنتُ ولازلتُ أرى تجربة القراءة من خلاله متعة مميزة، إلى أنّ جرّبت الكندل [ ومدة استخدامي له لم تتجاوز الشهر وإن كنت أعرفه من قبل ] وفيما يلي أبرز الأسباب الذي جعلتني أقع في غرام الكندل:
1- صغر الحجم: وهذه أبرز وأجمل ميّزة، فأنا أتنقل كثيراً بين المنزل والعمل وقضاء المشاوير، واستخدامي للمواصلات بشكل يوميّ جعل من الضرورة إيجاد وسيلة لملء الوقت بما ينفع، وأفضل خيار وجدته هو " الكندل"، فحجمه أكبر من الجوال بقليل، وأصغر من الآيباد، يوضع في الجيب [ والجيب لغة هو فتحة الصدر لكن تعارف الناس أن يقولو الجيب للجيب الذي تعرفونه ومنها اخترعت كلمة كتب الجيب الصغيرة الشهيرة ].

يضاف لفقرة الحجم هو  الشحن والذي يدوم لأسبوع تقريباً، وهذا ما يتيح لك فرصة القراءة دون حاجة لوجود شاحن معك دوماً، فهو رفيق الأسفار بحقّ والمسافات الطويلة، وأيضاً هو ضد الماء، فلو سكبتَ عليه فنجان القهوة سهواً أو نزلتَ به البحر فلا تقلق.

2- الإضاءة: مريحة للعين وخصوصاً في الشمس فلا انعكاس للإضاءة وكل هذا بسبب الحبر الإلكتروني الخاص، ويمكنك طبعاً التحكم بدرجة الإضاءة حسبما تريد.

3- رخص الثمن: طبعاً مافي داعي نحكي عن هذا السبب واضح يعني.

4- لا يوجد به إنترنت: وهذا سبب مركزي وفارق جوهريّ بينه وبين الآيباد، فهنا لن يحصل لك مقاطعة بسبب الإشعارات، فالجهاز مصمم لكي تقرأ وفقط. حتى ولو كان مزوداً بالواي فاي فالهدف منه شراء الكتب من أمازون أو تحديث البرنامج والبحث عن الكتب أو كتابة تقييمات في الغودريدز، أيّ أنّ العملية كلّها متعلقة بفعل القراءة.

هذه أبرز الميزّات، إضافة لوجود قواميس داخله تجعلني قادراً على البحث أثناء القراءة عن معنى كلمة أو جملة [ بالعربي والإنكليزي ] وسهولة وضع هوامش وتعليقات جانبية وستُحفظ في ملف جاهز لسهولة الرجوع إليها.

الآيباد وميزّاته:

شركة آبل مبدعة حقيقة في سحر أنظار المستخدمين، وجعل تجربة أياً من منتجاتهم تجربة ممتعة ولا تُنسى، وهذا ما يحصل مع الآيباد [ برو وميني ] فالوزن الخفيف له، والتصميم الأنيق، وسهولة تنزيل الكتب مباشرة من النت وقراءتها فوراً عبر تنزيل برنامج "تلغرام" مثلاً والاشتراك بقنوات الكتب، وعبر 3 نقرات يكون الكتاب لديك جاهزاً للقراءة.

ماهي الصيغ المناسبة للقراءة على الكندل؟ ومن أين نأتي بالكتب؟ وكيف ننقلها؟

لعل هذه الأسئلة من أكثر ما يخطر ببال المستخدم للكندل وغيرها طبعاً وللإجابة السريعة على هذه الأسئلة أقول: يمكنك ذلك عبر عدّة طرق:

  • 1- الكتب الإلكترونية العاديّة المصوّرة بصيغة [ pdf  ] عبر نقلها إلى الكندل وإجراء عمليات تعديل بسيطة كما ذُكر في هذه التدوينة.
  • 2- شراء الكتب ( العربية والأجنبية ) من أمازون أو نيل وفرات وباقي المواقع التي تبيع النسخ الإلكترونية وبسعر زهيد.
  • 3- موقع هنداوي: يوفّر كل كتبه بصيغ تُناسب الكندل، فيمكنك تحميل الكتب ثم نقلها إليه.
  • 4- قنوات التلغرام: صراحة لا غنى لك عن الاستفادة بداية من بعض القنوات الهامة على التلغرام سواء للأسئلة المكررة أو للكتب أو لحل بعض المشكلات، وسأضع لك في نهاية التدوينة أبرز القنوات التي تفيدك.

الكندل يقبل قراءة كتب بصيغ متعددة لكن أفضل صيغة وأسرعها وأسهلها هي صيغ azw3  ,kfx  حسب التجربة الشخصية طبعاً، ويمكنك تحويل أيّ كتاب لهاتين الصيغتين، إما بشكل مباشر من على الإنترنت عبر مواقع معيّنة مجانية، أو عبر برامج خاصة، ولعل أفضل برنامج تحويل تحتاجه هو هذا .. وهو سهل الاستخدام ويمكنك من إدارة ملفات الكندل بسهولة وتحويل الصيغ بشكل مباشر.

الآن بعد كل هذا الكلام كيف أعرف أنّي بحاجة للكندل أو الآيباد؟

الأمر يرجع لكل شخص واحتياجاته، فمن يسافر كثيراً ويدمن القراءة بشكل يوميّ، فالكندل هو الخيار الأنسب، أما من يملّ بسرعة ولا يحبّ النقل والتعديل على الملفات ويريد "كل شيء بسرعة" فالآيباد هو الخيار الأنسب.

عن نفسي منذ استخدامي للكندل استغنيتُ بشكل شبه كامل عن الآيباد إلا في حالات خاصة، وأصبح رفيقي في البيت وخارجه، وسرعة قراءتي زادت بسبب المصاحبة اليومية وعدم وجود مشتتات خارجية.

أبرز ما تحتاجه من قنوات للتعرف على عالم الكندل:

إضافة لبرنامجين لا غنى لك عنهما وهما:

  لإدراة ملفات الكندل:  Kindle Previewer


  •  لتحويل الصيغ ونقل الكتب وتعديل الصفحات calibre 


  • خاتمة:
    قد لا تكون هذه التدوينة شاملة لكل شيء عنهما، وهي كما وضحت في العنوان أنها رؤية شخصية وغير موضوعية، ولستُ خبيراً في عالم الكندل بعد، لكني أحببت أن أضع بين يديكم التجربة المتواضعة هذه.