كثيراً ما نسمع عن الوعي عند الناس، مرة نسمعها في بيان للدفاع المدني أو المرور ، أو لقاءٍ مع خبيرٍ اقتصادي أو مستشارٍ أسري فماذا تعني ؟ ، الوعي هو إدراك ما يدور من حولك (فالإنسان النائم ليس واعياً) ولكن هذا ليس المقصود!! ، ففي بيان نشر من قبل الدفاع المدني يحذر فيه من عدم وضع حملٍ زائد على التوصيلات الكهربائية وأنه يجب أن تكون واعياً لمخاطر فعل هذا الشيء ، أو آخر من مستشار أسري يوضح أن الشخص يجب أن يكون واعياً لمقومات الأسرة من : محبة ورعاية ، و دعم ، و أمان نفسي وغيرها ، والمعنى العميق للوعي هو أن يدرك الإنسان أهدافه ، والمخاطر من حوله والصعوبات .
هل الوعي شيئاً يكتسب ، أم يتواجد في الإنسان؟ . إن الوعي هو حصيلة المعلومات الكاملة المعالجة لدى الإنسان ، لذا كلما كبر الإنسان يصبح واعياً بشكل أكبر وأفضل ؛ لأنه رأى وجرب ثم تعلم ، والوعي يكتسب من البيئة المحيطة ، لذا تجد أُناساً أوعى من آخرين ، ولكن في بعض الأحيان يكون الوعي زائفاً (ليس صحيحاً) ويكوُّن هذا الوعي وجهات نظر ومفاهيم غير متطابقة مع الواقع ، وذلك عندما تكون وجهات النظر والأفكار جزئية وغير شاملة فلذا لا تكون مكتملة مما يؤدي إلى صعوبات ومشاكل في سير حياة الإنسان ، لذا نقول أن الوعي يكتسب ولا يتواجد في الإنسان، ولكن تستطيع تغيره .
ماذا تقول عن رئيس شركة لا يعرف أهداف الشركة ؟ (( هذا كيف صار رئيس !!)) فما بالك في من لا يعي ما سوف يواجه من صعوبات!! ، لذا عندما يتم تكوين مجلس أو فرقة لحل مشكلة لابد أن يعلموا عن المشكلة ما يكفيهم لتكوين وعياً ذاتياً عن المشكلة ، وسبحان الله فالأنسان يكون هذا الوعي الذاتي بشكل مستمر وبدون تفكير.
الوعي موضوعٌ فلسفي سواءً قديماً أم حاضراً ومفهوم الوعي من ناحية علمية هو بين العالم المادي والتخيلي وفي هذا العلم العجب والعجاب فمثلا الفيلسوف الفرنسي ديكارت يقول "أن قدرتنا على الحركة والسمع هي قدرة حيوانية" وهذا في الدماغ ، ولكنا تميزنا عنهم في العقل(التفكير) وأعتقد أيضاً أن التفكير ليس موجوداً لا في المادة ولا في الزمن وعبر عن هذا بمقولته " أنا أفكر إذاً أنا موجود" ، ولكن بعد دراسة الدماغ وجدوا أن العقل عبارة عن تفاعلات تحصل داخل الدماغ ولكن كيف يمكن لبُنية الدماغ التشريحية والوظيفية أن تنتج لنا الوعي؟ هذا السؤال الذي طرحه الفيلسوف الأسترالي ديفيد تشالمرز ، وإن دراسة الوعي دراسة حديثة يحاول فيها العلماء التوسع لأُفقٍ جديده ويتوقع أن تكون حديث ومحور العلماء في العقود القادمة.
