إن الإنسان من لحظة ولادته يبدأ في اكتشاف ما حوله من أصوات ، وصور و أشخاص ، ثم بعد فترة يبدأ في التجربة وفي كل مرة يخطئ يعيد الكرة مرة اخرى  ، ولا يتوقف الانسان عن الاكتشاف والتجربة  حتى ينقضي أجله لأن العالم من حولك يتغير ، لذا نقول أن كل طفل عالِم حتى يكبُر ، عندها يرجع القرار إليه هل يريد اكتشاف المزيد أم لا ؟ ، والإنسان على مرِّ القرون يتطور وينقل علمه إلى من بعده فمثلاً أحد أشهر نظريات الرياضيات والتي تنسب إلى الفيلسوف الإغريقي فيثاغورس (وهي نظرية لحساب أطوال المثلث قائم الزاوية) أكتشفها قبل ما يقارب 2500 سنة من الآن ، وفي مقالي هذا اخذت الكهرباء وكيف أن الإنسان عندما فكر وجد مالم يتوقع .

      الكهرباء كانت لغزٌ محير للعلماء – المكتشفين- حيث أنها كانت موجودة في بعض مخلوقات البحر مثل سمك الرعاد والتي لاحظها المصريون  في زمنهم  وأطلقوا عليها اسم "صاعقة النيل"  وبعدهم الإغريق ثم العرب ، ومما كان معلومًا عند العرب وهو الشعاع الكهربائي الذي سموه بالبرق، وكان عند سكان البحر الأبيض المتوسط الكهربان وهي أجسام تحكُّ بفرو فتجذب بعض الأجسام الصغيرة مثل الريش والشعر ، وظلت الكهرباء لقرون مجرد فضول فكري.

      في عام 1600م  قام طبيب إنجليزي  بدراسة دقيقة حول الكهرباء والمغناطيسية والفرق بينهما، وفي نهاية القرن الثامن عشر اكتشف العالم  لودجي جالفاني  الكهرباء الحيوية وأن الكهرباء هي الوسيط الذي تقوم الخلايا العصبية من خلاله بنقل الإشارات إلى العضلات، وفي بدايات القرن التاسع تم اختراع البطارية بوضع قطع من الزنك والنحاس على يد أليساندرو فولتا ، وفي اواخر القرن حدثت نقلة نوعية كبيرة في البشرية  بعد أن حل اللغز البسيط  وأصبحت الكهرباء من الأشياء التي لا غنى عنها في الحياة  فالمحرك  ومكبر الصوت و أجهزة الحاسب و الثلاجة والمذياع وحتى النقل التلفزيوني لابد من توفر الكهرباء فيها وغيرها كثير.

      إن تأثير الكهرباء علينا كبير فالكهرباء ساعدتنا في نقل الرسائل والترحال و جعلت القرية النائية في قلب العالم كما قال غازي القصيبي –رحمه الله- فلنرى ما يحدث لو اختفت الكهرباء لساعة سوف تظلم الشوارع و تفقد المستشفيات جزءً كبيراً من إمكانياته إن لم تكن كلها وكذلك خدمة الانترنت سوف تتوقف ومعها الصراف الآلي والبنوك وسوف تغلق اغلب المحلات عدا المحلات الصغيرة وسينقطع الإرسال الهاتفي بين الناس وتتعطل الصناعات وغيرها كثير ؛ النتيجة سكتة قلبية للمدينة ، لذا لابد علينا من المحافظة وشكر النعمة .