كتب: نبوي الجزار

السبت 20 أكتوبر 2018 11:15 م

حرية الرأي والتعبير حق من حقوق الإنسان المكفول بالأعراف والمواثيق الدولية مثل ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وحق تكفله الدساتير الحديثة والقوانين القائمة في بلد ما حق الرأي والتعبير وحرية الصحافة وقضايا لصيقة بها مثل حرية الاعتقاد إنشاء أحزاب والتظاهر.
المجتمعات العربية الأوضاع فيها مختلفة وتختلف من دولة إلى أخرى أرى أنه من المناسب استخدام حرية الرأي و التعبير مقياس أساسي للدرجة التي وصلت إليها كل دولة، في سلم التحول الديمقراطي بل مقاسا للشكل الديمقراطي الخاص التي تتبعه هذه الدول من حيث المبدأ لا مجال لوجود ديمقراطية من دون حرية التعبير من جهة نجد إن حرية التعبير مذكورة بأغلب الدساتير العربية لكنها حبر على ورق تلغيها القوانين الاستثنائية مثل قوانين الطوارئ ورقابة السلطة التنفيذية وسيطرتها على وسائل الإعلام و الإعلام الموجود في أغلبه إعلام سلطة بل يعبر عن المصالح الخاصة للأنظمة و حرية التعبير الممنوعة تنتهك بالاعتقال والتوقيف والمحاصرة وبعض الاحيان تنتهى بالموت . 
لكن رغم أنف الأنظمة العربية الاستبدادية وجدت بعض أشكال حرية التعبير منافذ لها عبر الصحافة الإلكترونية والإعلام الفضائي  لكن الرقابة تمتد لها بقوة عبر استخدام وسيلة حجب المواقع الإلكترونية  أو من خلال توقيف كتاب يكتبون عبر الشبكة الإلكترونية  أو بسبب لقاء تم عبر فضائية  حالات من لجم حرية التعبير وتقييدها.
وفى بعض البلدان الاصولية تسيطر المؤسسات الدينية التقليدية على السياسة في الدولة العربية سواء في مغازلة الأنظمة لها حتى لو كانت تدعي العلمانية أو من خلال قوة المد الأصولي في الحالتين يتم الحد من حرية الرأي حتى في الدول التي تتمتع بها مش ديمقراطي حتى إنه يوجد ما يسمى رقابة شعبية ضد حرية الرأي الذي بدوره يحد من الحريات الشخصية الأخرى مازالت التقاليد والعادات والمد الأصولي يدعم الاستبداد في تقييده لحرية التعبير مثل سياسة التكفير القائمة في بعض الدول أو التشهير والإساءة لبعض الكتاب في دول أخرى يعود السبب الأساسي في ذلك إلى انتماء الكثير من المثقفين إلى هذه الفئة من المجتمع. 
يساهم العنف السائد في بعض الدول العربية من التقليل من أهمية حرية التعبير وإضعافه حتى لو لم يوجد ما يعيقه قانونا لصعوبة رقابة الاعلام للسلطات المختلفة بسبب تعطيل العمل في المؤسسات الاقتصادية وبسبب الخوف الذي يسيطر على رجل الإعلام أثناء القيام بدوره خاصة ما يتعرض له الصحفيين من الضغوط و التهديد والقتل إضافة إلى صعوبة كل أشكال الاجتماع والتظاهر في هذه الظروف لذلك كثيراً، ما ينتشر الفساد في الدول التي يدور بها العنف، وتضعف مظاهر الاحتجاج والتظاهر، وحرية التعبير المختلفة. مما يعطي السمات الاستبدادية للقوى المسيطرة والنافذة. 
حرية الرأي و التعبير قوة محركة أساسية في اتجاه التغيير يعطي الديمقراطية معناها القائم على حق الاختلاف وحق الاختيار تعمد الأنظمة التي تعرقل التحول الديمقراطي إلى تقييد حرية الرأي والتعبير لتصل في بعض الدول إلى منع أي تعبير حر ومستقل لأن الأنظمة تعتبر أن حرية الرأي هو معول يتم بواسطته تقويض أسس ودعائم الاستبداد و الدكتاتورية وتقوم ادعاءات الأنظمة إن أشكال الحرية هذه مهددة للوطن على أساس أن النظام هو الوطن نجد التهم تلاحق كل من يعبر بحرية تتجاوز الخطوط المرسومة عندما يمتلك الناس القدرة على التعبير ويقولون رأيهم يكون حاجز الخوف الذي بنته الأنظمة عبر عقود قد انكسر وهم لا يدركون ان إرهابهم الفكرى للاعلام والصحافة يدمرون به الاوطان والشعوب  .