الحمدلله أن مرحلة المتوسطة والثانوية كانت في مدارس أهلية، مع طالبات من جنسيات عربية مختلفة ونادرًا ما أجد طالبة كويتية بينهن، تعلمتُ منهن حب العلم وضرورة الدراسة و لا وقت أضيعه، علي الانتباه لشرح المعلمة والمذاكرة الجيدة إضافة إلى التوفير، كانت الطالبات يحضر شطائر الزعتر والجبن من البيت، في الوقت الذي تفضل أمي إعطائي مصروفًا للشراء من المقصف بدلًا من تحضير الشطائر صباحًا، إلا أنني أحيانًا أجمع مصروفي وأحاول تحضيرها بنفسي ووضعها في كيس الخيز دون أي حرج.
كانت هناك فتاة اسمها "جهاد" فلسطينية الأصل، تكره ارتداء التنورة (الزي المدرسي قميص يحمل شعار المدرسة وتنورة)، ودائمًا في شجار مع المشرفات واستدعاء ولي أمر، وعندما سألتها عن سبب رفضها ارتداء التنورة قالت أنها تقيد حركتها و تمنعها من الجلوس بحرية و لعب كرة القدم، وأنها تعودت عليه منذ الصغر والكثير من الأسباب الغير مقنعة.
وفي يوم من الأيام، دخلت علينا جهاد وهي ترتدي التنورة وتحتها البنطلون بشكل أضحك الصف كله، فابتسمت في وجوههن وجلست على مقعدها بهدوء، لم أتوقف عن الضحك، حتى في الفسحة المدرسية كنت أضحك وأضحك ، وفي المقابل لم تتضايق،تبتسم في وجهي قائلة:"الله يحرق اليهود" ثم تحاول كمكمت فمي كي أتوقف عن الضحك، وهي ترفع التنورة بيننا وتنزلها لو اقترب المشرفة.
جهاد، بنت طيبة وبشوشة سعدتُ بصداقتها سنتين وذلك قبل انتقالي إلى مدرسة أخرى قريبة من البيت.
أنا مؤمنة أن العالم قرية صغيرة، فلو قرأتني يا جهاد، عرفيني بنفسك أرجوك :)، حفظك الله أينما كنتِ.