ستبقى يا ولدي تعيش الصراع نفسه، الصراع الازلي الذي عرفه الانسان مند ان وطأة أقدامه هذا الكوكب، هذا الصراع الذي يعاني منه الملوك والعبيد.

وستعيش طول حياتك حالات الشد والجدب بين جسدك وروحك.

فجسدك يبحث عن الملذات ليستمتع بها، يفضل النزول الى الأرض لأنه خلق منها، وروحك تريد ان تسمو إلى خالقها، فهي من أمره.

وكل منهما يبحث عن منبعه ليتغذى منه. فالجسد يحتاج إلى الاكل والشراب والنوم ليعيش والروح تبحث عن كل ذكر أنزل من السماء لكي تطمئن وترتاح.

شعورك بالجوع دلالة احتياج جسدك للغداء.

احساسك بالظمأ علامة على افتقار الجسد للماء.

شعورك بالهم والضيق هو دليل قطعي على جوع الروح.

هنا نرتكب الأخطاء

نسافر، نخرج في نزهة، نتغذى في مطعم فاخر، ومع دلك نشعر بنفس الضيق وتبقى نفس الحالة.

إذن السؤال هو لما لم يتغير شعورنا؟

عفوا يا ولدي أنت بهذا لبيت الاحتياج الجسدي بينما انت تفتقر الى الغداء الروحي.

وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لبلال:

              " أرحنا بها يا بلال"

لتفهم أن غداء الروح هو الذي يسبب الراحة، تعلم ان تستمع الى نفسك، فقد أخطأت فهمها.

لتعلم أن الحياة الحقيقية ليست هنا في الدنيا، فهناك حياة ابدية تنتظرك ونحن في الطريق أليها شئنا ام أبينا، فليكن قلبك صدفة لا تحمل سوى لؤلؤة واحدة، حب الله عز وجل

محمد عزيز الضميري