▪لمن تشدد حبه لمنع هلاك عِرقه، وبقاء ارضه..

لمن تعذب جيبه بالغلاء، وتململت روحه بالبقاء..

‏وشكى بالهُ من تأنيب الضميرْ وذنب الانتماء.

‏ليس انتماء وطنياً انما عِرقياً، عرق بني آدم والبشرية..

‏مازال في قلوبنا رحمة، رغم الانشغال بالمسؤولية..

 ‏فكرة اليوم حول عائلة، تُغيّر مسار الكرة الارضية..

‏...

لماذا لا نرى ذلك بداخلنا؟! لماذا كان اهتمام العائلة الاكبر تعليم طفلهم المشي والأكل والكلام بطلاقة؟! حتى يكبروا ويكون الحمل الأثقل هو مصاريف المدارس والجامعات؟!!

ولماذا بات طبيعياً أن نصادف أناسا مختلين نفسيا؟ متجهين لأهون ظَنٍ فيهم، "عيباً خلقياً" ؟! حتى نشأ للبعض منهم قوانين تحفظهم من الإهانة من مجتمع حقير!  لا شفقة عنده ولا مسؤولية! 

سمعتُ بالفعل عن عائلات شُهرت بتسليم شارتها لأحفادها.. لكن ذلك قبل التسعينات .. و حينها .. انقطعنا وغدونا نكتفي بانفسنا كأفراد .. وما باتت العائلة لنا سوى منزل و مائدة طعام .. او مجرد مشاعر و نُزهة نهاية الاسبوع !

◇◇◇

▪لماذا لا يمكن انا ارى عائلة غير تقليدية ولو كانت جاهلية ..

وما قد يمكن ان يصل بنا لنقضِ واجب "صلة رحم" بمكالمة هاتفية ..

متعجبين بسذاجة على حالنا .. كيف اننا نعيش حياة مهينة وليست هَنيّة! ..

لو اردت ان تعرف سِرّ حياة جميلة، فيها الشقاء والثبات..

فعليك ان تُشغّل تلفازك على قناةٍ وثائقية ..

بالطبع لن يكون الحل بأن تعيشَ في الغابات ..

لكن لاحظ كيف تبقى الدواب عن الانقراض، بعيشها في البرية ..

بالكاد تستهون بمشكلة إنقراض و زوال "حيوانات"

عن حياةِ فواتير و ديون لا نهائية..

شاهِد كيف استطاعت أنْ تحيا "مخلوقات"

متكيفةً مع بعضها بأساليبٍ ليست صعبة على البشرية!

لست مرغماً أنْ تظَلْ بعيشك تحت ظِلْ، فقد تكون مُغرماً بذلك ان لم تكن مُرغَمْ...

وليس الظِل كما تخشاه ثقبٌ أسودْ..

فظِلُّ شجرةٍ قد يكون رِزقُكَ في يوم مُحرِقْ..

وما عَيْبَ بأن تعيشَ تحت ظِلّ عائلةْ..

فظِلٌّ تكوَّن تحت عاداتٍ و مبادئ، أهون من ظِلّ عار ومشاعر باردة !

...


مجرد وجهة نظر ..

لشاب ينظر للعالم الذي سينتهي في لمح البصر..

حاملا على عاتقه مستقبل بشرية..

وليس مجرد مستقبل نفسَه..

لكنه ليس أنانياً حيال مصيبة ستحلّ على الانسانية..

حتى ولو بعد زوال نفسَه..

سواء كانت ستزول تحت تراب ام انقاضْ..

فلا يهمه سوى عِرقه وليس نفسَه..


◇◇◇

الخلاصة :

▪كل ذلك يحصل فلا تعجب .. و كيف انت تقدس مفهوم "صديق" او "حبيبة" ، فلا تستهون بمسمى "عائلة" .. واعلم هذه آخر ترقية واهمها ترقية تطلب منك اهتمام.. وكما كان لك هدف وسعيت لتحقيقه .. فاعلم ان العائلة التي على وشك ان تخلقها بكونك مؤسس -أب او ام- ستكون مولدك و هدفك الجديد لتحقيقه.. مالم تكن من (العاديين) او من اكتفوا بمعيشة مهينة تحت سيطرة اضطهاد الحاضر و غدر المستقبل!

حقيقةً لا أمكن إخفائها ولا يمكنك انكارها: انه ما ستسعى لإثباته و فعله بصفتك انسان وله هدف ، سيكون اعقد وأشقى بكثير مما يمكنك فعله وانت بجماعة! وتلك الجماعة ستكون افضل وهي في اعلى ترقية لها ، وقد ذكرناها لاحقا (العائلة).

لن ارهقك بالتفكير ولن يحتاج الامر منك سوى سويعات .. وثوانٍ ... ابحث في اكبر مؤسسة لإنتاج القمح او اقوى اقتصاد في بلد ما .. والا وستصادف ورائها اسم عائلة رائدة!

خلاصة الخلاصة: اعثر على "صديق".. حقق هدفك ..صادف "زوجة" .. وثم كُن أب .. وكوّن عائلة.. توقف في التفكير للحظة عن مستقبلها...

الآن فكر في هدف واحد فقط ستسعى لتحقيقه لانقاذ بشرية ولو كنت فرد.. او على الاقل حمايتها من الهلاك.. واسعى لتنفيذه بتربيتك مولودك الاول وتنمية تلك الخطة الجديدة فيه .. ليقوم بدوره نقلها لمولوده الجديد الذي سيكون حفيدك! 

ولن يتوقف الأمر هنا .. دعهم يُكملوا ما خططت له بحكمة ودهاء وشورى .. حتى تكن راقدا في سلام و بالك مطمئن ..ورأسك مرفوع بإيمان راحة البشرية

◇◇◇

في النهاية اليك اول امر قد اقوم به .. وهو اعطائك مصادر ليس لها علاقة مباشرة بالامر لكنها ذات تأثير كبير و مفتاح القضية.. ولذلك فستسعى للبحث فيهم لأنني لم اذكرهم على الاطلاق.. وسأترك لك حرية التحليل والمنطَقة :  


بقلم وكيبورد/ نور الدين خالد