17-4- 1381هـ

28-9- 1961م

انهيار الوحدة المصرية السورية، المعروفة بحادث الانفصال،

وكان قد قام اتحاد بين الدولتين تحت الجمهورية العربية المتحدة في فبراير سنة 1958م ولم تستمر سوى ثلاثة سنوات

ثم ان الاتجاهات الاشتراكية لجمال عبد الناصر عجلت بانهيار الاتحاد

في 19-7-1961أصدر الرئيس جمال ثلاثة قوانين لتطبيق ماأسماه بالثورة الاجتماعية في الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا)

1- قانون يوجب علي أصحاب أية شركة أو مؤسسة توزيع ربع صافي الأرباح السنوية علي عمالهم

2-قانون بادخال اثنين من عمال أي شركة في مجلس ادارتها وعدم تركها لملاك الشركة يديرونها وحدهم

3-قانون بحظر زيادة الدخل السنوي لأي موظف من وظيفته عن خمسة آلاف جنيه فقط

وقد تلا ذلك قوانين متلاحقة لتأميم الشركات الخاصة ولتحجيم الملكية الزراعية

وبدا كما لو أن مصر وسوريا متجهين تدريجياً إلي نظام مقارب للشيوعي

مما أغضب أمريكا وحلفاءها علي جمال واعتبروه عدواً سيرمي دولته في أحضان الاتحاد السوفيتي الذي يسعي حلف الناتو لتدميرهٌ

كما أغضب قطاعاً من أعيان الشعب السوري فأيدوا الانقلاب الذي فصل سوريا بسرعةفي 28 سبتمبر1961عن الوحدة مع مصر

 

و لمنع انضمام الأردن الي الجمهورية العربية المتحدة نقلت بريطانيا معلومات مضللة إلي الملك حسين عن تقديم جمال عبد الدعم إلى مجموعة من القوات المسلحة الأردنية للقيام بانقلاب عسكري ضده في‏17‏ أغسطس‏1958.‏ وقد طلبت الحكومة البريطانية من سفيرها في الأردن ضرورة مقابلة الملك حسين بصورة عاجلة‏,‏ وتقديم النصح له بطلب المساعدة العسكرية من بريطانيا لحماية عرشه من أي انقلاب عسكري ضده يقوم جمال بتدبيره‏.‏

وقال وزير الخارجية البريطانية سلوين لويد للسفير الفرنسي في لندن في‏23‏ يوليو‏1958‏ :‏ إن انضمام الأردن الي الجمهورية العربية المتحدة يلحق ضررا شديدا بالمصالح الإنجليزية والغربية في المنطقة‏,‏ كما أنه يضع الجيش المصري علي حدود إسرائيل من ثلاث جبهات‏,‏ وهذا قد يدفع إسرائيل الي القيام بعمل عسكري ضد الأردن أو الاستيلاء على الضفة الغربية على الأقل‏.‏

وتفضح الوثائق البريطانية أيضا الضغوط الضخمة على لبنان من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لكي يقبل الوجود العسكري الأمريكي على أراضيه‏,‏ تحت زعم حمايته من هجوم مسلح تقوم به قوات الجمهورية العربية المتحدة‏!

وقد تزامن ذلك مع حملة دعائية منظمة ضدالجمهورية العربية المتحدةفي أوساط المسيحيين اللبنانيين كي لا يوافقوا علي اقتراح بعض الطوائف السنية بالانضمام الى الوحدة‏.

وفي نفس الوقت لعبت بريطانيا دورا كبيرا في إثارة مخاوف العراق من دولة الوحدة‏,‏ بدعوى احتمال قيام جيش الجمهورية العربية المتحدة بغزو العراق عسكريا‏ لضمها للاتحاد0

مقابلة بين نوري السعيد ـ رئيس وزراء العراق ـ وسلوين لويد في لندن في أغسطس‏1958,‏ أيد فيها الأخير مقترحات نوري السعيد بضرورة إجهاض الوحدة بين مصر وسوريا‏,‏ على أن يكون الانفصال ناجما من تحرك سوري منفرد يحظى بدعم دول الجوار‏.‏ واقترح نوري السعيد إقامة اتحاد فيدرالي بديل بين كل من العراق وسوريا والأردن ولبنان‏,‏ وأوضح أن الهدف من ذلك هو عزل مصر داخل حدودها فقط‏,‏ وتوجيه ضربة قاضية لدور مصر العربي‏.‏

وفي واقع الأمر لقد اعتبرت الدول الكبرى قيام الوحدة المصرية السورية انقلابا خطيرا في منطقة الشرق الأوسط يهدد مصالحها تهديدا مباشرا‏,‏ مما حفز هارولد ماكميلان ـ رئيس الوزراء البريطاني ـ إلى دعوة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وفرنسا لاجتماع قمة رباعي يتم خارج نطاق الأمم المتحدة لمناقشة أزمة الشرق الأوسط‏,‏ كما كان يطلق عليها في ملفات وزارة الخارجية البريطانية‏!‏ ويتضح من الوثائق البريطانية كيف تلاقت مصالح كل من الكتلتين الشرقية والغربية ضد تجربة الوحدة المصرية السورية‏.‏ فقد ضاق الاتحاد السوفيتي ذرعاً بالقيود التي فرضها جمال عبد الناصر على الشيوعيين الذين قاموا بأنشطة معادية للوحدة منذ بدايتها‏,‏ ولقد كان ذلك هو السبب الرئيسي في الخلاف الشديد الذي حدث بين جمال عبد الناصر والاتحاد السوفيتي‏,‏ والذي بلغ ذروته في 1959.

--------------------------------------------------

تفاصيل الانقلاب السوري:

تحركت قوات البادية تحت قيادة العقيد (حيدر الكزبري )من منطقة الضمير على طريق (الضمير-دوما-حرستا-دمشق )وهدفها استراحة المشير عبد الحكيم عامر في نهاية شارع المرجة وكان هدفها محاصرة مقره والقضاء على أي مقاومة وقامت بالإحاطة بمبنى الأركان ومن ثم قامت قوات البادية بنصب خيامها امام بناء الاركان في ساحة الامويين.

تحرك اللواء المتمركز في قطنا، أقوى لواء في الجيش السوري وهو لواء محمول يضم في تشكيلته الدبابات ومدفعية ميدان ومدفعية مضادة للطائرات بقيادة المقدم مهيب الهنداوي رئيس أركان لواء للإحاطة بمبنى الإذاعة و الهاتف الآلي، وتأمين بعض مداخل دمشق لحماية الحركة من قوى مضادة.

أصدر النحلاوي (مدير مكتب المشير) أمراً بالقبض على الضباط المصريين للحيلولة دون قيامهم بحركة مضادة.

الطيران السوري بقيادة العقيد موفق عصاصة كان على أهبة الاستعداد للقضاء على أي حركة مضادة.

قبل أن تبلغ الوحدات المتحركة دمشق كانت شعبة المخابرات العسكرية قد علمت بالتحرك وأخطرت المشير في استراحته فاتصل باللواء جمال فيصل قائد الجيش وبرؤساء الشُعَب في الأركان ليتوجهوا فوراً إلى مقارهم واتصل بالوزراء العسكريون ليصلوا إلى الأركان بالترتيب وهم طعمة العودة الله، أحمد جنيدي، جادو عز الدين.

حوالي الساعة الرابعة صباحاً وصلت دبابات اللواء الأول المتحرك من قطنا لتحيط بدار الإذاعة وبمبنى الأركان وكان معهم عبد الكريم النحلاوي.

عند الفجر كانت أول الاتصالات بين الانقلابيين وبين المشير حيث كلف المشير الضابط جاسم علوان قائد اللواء المحاصر في المبنى أن يستفسر عن أهداف الحركة.

وعندما قابل جاسم النحلاوي أجابه أن حركته تستهدف إجراء الإصلاحات في الجيش والإدارات المدنية وأنه حريص على الوحدة وعلى الاعتراف برئاسة عبد الناصر للجمهورية وبقيادة عبد الحكيم عامر كقائد عام للقوات المسلحة في الإقليمين.

وطلب النحلاوي مقابلة المشير عبد الحكيم عامر ليعرض عليه تصوراته حتى يتفقا وتعود القوات إلى الثكنات فطلب عبد الحكيم إبعاد قوات النحلاوي عن الأركان إثباتاً لحسن النية فنفذ النحلاوي ذلك فرجع إلى مسافة قريبة، لكنه طلب بعض الرهائن من عامر كضمان على عدم خيانته أثناء اللقاء فوافق المشير عبد الحكيم وكان اللواء أنور القاضي والعقيد أحمد زكي وهما مصريان هماالرهينتين اللذان تسلمها النحلاوي 0

وحينما دخل النحلاوي وقابل المشير أوضح أن حركته لا تهدف لأي طموح انفصالي وإنما تريد تخفيف عدد الضباط المصريين إضافة إلى إجراء عدد من التنقلات في الجيش، وطلب ترحيل كل من اللواء أنور القاضي، العقيد أحمد علوي، العقيد أحمد زكي، العقيد محمد استنبولي رئيس شعبة المخابرات السورية إلى القاهرة إضافة للوزراء العسكريين السابق ذكرهم.

وقد تم ترحيل الوزراء فعلاً في الساعة الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم

واتفق الطرفان على إنهاء حالة العصيان بمجرد إتمام عملية الترحيل

في الساعات الأولى من صباح17-4- 1381هـ  28-9-1961م صحا الناس على تبادل عيارات نارية في أنحاء متفرقة من البلد، وانبلج الصبح فإذا بدبابات ومصفحات ومجنزرات قوات البادية تحاصر الدوائر الرسمية وتتجول في الشوارع الرئيسية بدمشق.

الإذاعة استهلت برامجها ببث للقرآن الكريم، وفي حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً صدر البلاغ رقم 1 عن القيادة الثورية العربية العليا للقوات المسلحة ونصّه:

لقد قام جيشكم الذي كان دائماً وسيبقى أبداً دعامة وطنيّة راسخة، قام للحفاظ على ارض الوطن وسلامته وحريته وكرامته، قام لإزالة الفساد والطغيان، ورد الحقوق الشرعية للشعب، واننا نعلن أن هذه الانتفاضة لا صلة لها بشخص أو بفئة معينة، وانما هي حركة هدفها تصحيح الأوضاع غير الشرعية. فيا أيها الشعب العربي، ثق بجيشك فإننا أقوياء بعون الله وبقوته. إننا قد طرقنا على كل باب للإصلاح قبل أن ننفجر، فلم نجد إلا القوة سبيلاً لكي تعاد إلى الشعب حريته وللجيش كرامته. ولن نرضى بعد اليوم لراية العروبة مقراً إلا هامات النصر وهذه دماؤنا نكتب بها أننا وفينا العهد وأبينا العيش إلا كراماً، والعزّة للعرب

خرجت الجموع في الشوارع تهتف للجيش وتشجب الشعارات الاشتراكية.

وصدرالبلاغ رقم 2 يوضح أسباب الثورة والانتفاضة

والبيان رقم 3 صدر للحض على المحافظة على الأخوة المصريين وحسن معاملتهم.

والبلاغ رقم 4 القاضي بإغلاق المطارات السورية والموانئ السورية.

في تلك الأثناء كان الرئيس جمال يهدد ويتوعد في الإذاعة ويحرض الجيش العربي في سورية على الاقتتال زاعماً أن الانتفاضة هي حركة تمرد لبعض الضباط فجاء البلاغ رقم 5 معلنا نجاح الحركة في كل أنحاء سورية وأن الحالة هادئة ولم تقع أية حوادث بفضل تعاون الجيش والشعب.

ثم جاء البيان رقم 6 لمنع استغلال الحركة بعد أن قامت بعض العناصر المؤيدة للسراج بحمل صوره والسير بها في تجمعات صغير في الصالحية .

أما البلاغ رقم 7 فقد تضمن منع المظاهرات والتجمعات.

وجاء البلاغ رقم 8 ليندد بالمنبوذين المرتزقة ويهدد بأي محاولة لاستغلال الحركة.

:

. وقد صدر من إذاعة دمشق البلاغ رقم 9 وهذا نصّه:

(إن القيادة العربية الثورية للقوات المسلحة تعلن أنها لمست عناصر مخربة انتهازية تريد الإساءة لقوميتنا العربية،فقامت بحركتها المباركة تلبية لرغبة الشعب العربي وآماله وأهدافه وعرضت قضايا الجيش وأهدافه على سيادة المشير نائب رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش والقوات المسلحة الذي تفهم أمور الجيش على حقيقتها واتخذ الإجراءات اللازمة كلها لصالح وحدة القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة. وقد عادت الأمور العسكرية إلى مجراها الطبيعي اعتماداً على ثقتها بحكمة القائد العام للقوات المسلحة وقائد الجيش الأول اللذان يحققان أهداف القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة.)

ولكن بعد فترة قصيرة أصدر النحلاوي البيان رقم 10 في الساعة الخامسة والنصف يلغي به البيان رقم 9 بدعوي مناورة الجانب المصري بعملية إنزال في الساحل السوري ومطار حميميم وهبوط مظلي في مدنية اللاذقية

وقال البيان رقم 10 أن قيادة الثورة العربية للقوات المسلحة تعلن للشعب العربي أنها لدى اتصالها بالمشير عبد الحكيم وعدها بالقضاء على الانتهازيين والمخربين مما دعاهم لإصدار البلاغ رقم 9 ولكن المشير نكث عهده وحرصاً من القيادة الثورية على انتصارات الشعب العربي والقومية العربية تعلن للشعب اعتبار بلاغها رقم 9 لاغياً وهي تعلن أنها وضعت يدها على كافة الأمور وتعاهد الله والوطن على حماية سلامة الأمة وصيانة حقوقها والحفاظ على كرامتها، والقيادة الثورية لها في سعة وعي الشعب أمل بعدم السماح للمأجورين والانتهازيين أن يندسوا بين صفوفه فالحركة من الشعب وإلى الشعب.

ثم صدر البلاغ رقن 11 القاضي بمنع التجول الليلي من الساعة السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً.

وكان مصير المشير غامضاً حتى صدور البلاغ رقم 12 القاضي بمغادرته البلاد إلى القاهرة في الساعة الخامسة والثلث مساءً.

وكان أن صدر البلاغ رقم 14 الذي يعلن انضمام حلب إلى الحركة وتقديم الولاء لها بالبرقية المرسلة من قائد مركز التدريب في حلب إلى القيادة الثورية والتي كان نصها (نبارك خطواتكم الجبارة ونحن معكم بانتظار أوامركم بغية الخلاص من كل وضع فاسد ونحن مسيطرون على الوضع تماماً)

ثم أعلنت قيادة حلب انضمام القوات المختلفة والمدرعات و المغاوير إلى الحركة وكان العمل يجري في أثناء ذلك لإعداد بيان وزاري. ثم صدر البلاغ رقم 15 القاضي بإغلاق الحدود حتى إشعار آخر. ثم صدر البلاغ رقم 16 الذي يتضمن شكر قوات حلب والشعب العربي السوري في حلب.

ثم صدر البلاغ رقم 17 القاضي بتكليف الأستاذ مأمون الكزبري بتشكيل وزارة تسند إليها إدارة شؤون البلاد وتضمن البلاغ قبول الدكتور الكزبري التكليف وأنه قد باشر اتصالاته لتشكيل الوزارة.

ثم صدر البلاغ رقم 18 القاضي بتخويل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ الدكتور مأمون الكزبري سلطة إصدار المراسيم الخاصة بتسمية الوزراء وتشكيل الحكومة.

ثم صدر البلاغ رقم 19 القاضي بتخويل مجلس الوزراء إصدار المراسيم التشريعية خلال الفترة الانتقالية شريطة أن تعرض على السلطة التشريعية التي تنبثق عن الشعب بعد إجراء انتخابات حرة في أولى اجتماعاتها.

في ظهر الجمعة 29 -9-1961 م صدر المرسوم رقم 1 بتشكيل الحكومة الانتقالية على النحوالتالي:

الدكتور مأمون الكزبري: رئيس لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية.

الدكتور ليون زمريا: وزيراً للمالية والتموين.

الدكتور فرحان الجندلي: وزيرا ًللصحة والإسعاف العام.

االدكتور عدنان القوتلي: وزيراً للداخلية.

الدكتور عزّة النص: وزيراً للتربية والتعليم والثقافة والإرشاد.

الدكتور عوض بركات: وزيراً للإقتصاد والصناعة.

المهندس أمين ناظيف: وزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي.

الأستاذ أحمد محمد سلطان: وزيراً للعدل والأوقاف.

الأستاذ الدكتور فؤاد العادل: وزيراً لشؤون الاجتماعية والعمل.

المهندس عبد الرحمن الحورية: وزيراً للأشغال العامة والمواصلات.

الدكتور نعمان الأزهري: وزيراً للتخطيط والشؤون البلدية والقروبة.

وقد ألحق بالوزارة فيما بعد كل من :

الدكتور مصطفى البارودي كوزير دولة للدعاية والأنباء والإذاعة والتلفزيون

الأستاذ سعيد السيّد وزيراً للإصلاح الزراعي.

وبدأت الاعترافات تتوالى على سورية بعد صدور مرسوم الحكومة، وأبلغ مأمون الكزبري الهيئة العامة للأمم المتحدة بقيام الجمهورية العربية السورية كما أبلغ بذلك الدول الأعضاء وجامعة الدول العربية وأصدرت الحكومة المؤقتة عدة مراسيم أولها وأهمها رفع العلم العربي السوري وإطلاق اسم الجمهورية العربية السورية على الدولة وإعادة العمل بالنشيد الوطني والشعار السوريين والعمل على دستور جديد.

كانت الحكومة قد وعدت الشعب على أن تعمل على الانتقال بالبلاد إلى الأوضاع الدستورية خلال مدة أقصاها أربعة أشهر على الأكثر.

وقد برّت الحكومة بوعدها، فأُجريت الانتخابات وأُعلن المجلس التأسيسي النيابي وكان رئيس الجمهورية الفائز هو الرئيس ناظم القدسي في ولاية تمتد لخمس سنوات وتسلم معروف الدواليبي رئاسة الحكومة في أقل من أربعة أشهر

الموقف الدولي : غالبية الدول الغربية ـ وبعض دول المنطقة ـ قابلت الانفصال بارتياح شديد‏,

(الملك حسين بن طلال ) قرر التدخل عسكريا بالجيش الأردني إلى جانب حركة الانفصال في سوريا إذا اتخذ جمال عبد الناصر قرارا باستخدام القوة العسكرية للحفاظ على دولة الوحدة‏0

و لبنان تعهدت بتقديم الدعم في حدود الممكن للحركة الانفصالية‏.‏

أما إسرائيل فقد حذرها السفير الأمريكي في تل أبيب بضرورة مراعاة أقصى درجات ضبط النفس تجاه الأحداث في سوريا‏.‏ وجري اجتماع بين سفير بريطانيا في تل أبيب ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية‏,‏ أكد فيها الجانبان أن انفصال سوريا عن مصر يمثل ضربة شديدة للفكر الثوري في منطقة الشرق الأوسط‏,‏ مما يوفر فرصة ملائمة تماما لكلا الدولتين للتعاون معا لمحاصرة مصر ومنعها من مد نفوذها علي هذا النحو مرة أخرى.

أما جمال عبد الناصر فقد أحسن بعدم فرض الوحدة بالقوة العسكرية علي السوريين وعدم إراقة الدماء كما أوضح بخطابه في 5-10-1961م ولمن يرغب قراءته فالرابط هو :