في مثل هذه الساعةِ المتأخرة من الليل

يخطر على بالي,

يداهم أفكاري,

يغزو قلبي,

فأبدأُ بالبكاء.

ليتني استطيع انتزاع قلبي وكل نبضةٍ فيه لأتخلص من هذا العناء الذي يؤلمني فجأة!

ليته يعلم كم أحبه و احترم قلبه و تلك الصفات الإنسانية التي يحتويها قلبه.

ليته يعلم كم أتألم حين يغيب عني لمدة طويلة دون أن يسأل عني.

ليته يعلم كم أغار حينما ينتابني شعور بوجود أُخرى تحبه أكثر مني أو حينما أشعر بأن تلك الحركات المجنونة التي اعتدتها معه تشاركني فيها أُخريات و انه لا يَكنُ لي أي مشاعر خاصة.

لا أدري هل هذه لعنة! أيُعقلُ أن تكون هذه لعنة الله عليْ بأن يسخطني بحب شخص لا يراني و لا يشعرُ بوجودي!

ماذا فعلت يا الله لكي تحِلَ عليْ لعنة (الحب من طرف واحد)!

أيُعقلُ أن يكون الحب~ هذا الشعور الإنساني الثمين~ لعنة!

أيُعقلُ أن تتحول مشاعرٌ جميلةُ كالحب إلى شيءٍ سلبي!

الحب عاطفة تمنحنا الطاقة الإيجابية, فهل للحب أن يُكون طاقة سلبية!

أنا في فوضهٍ قلبيةٍ عارمة, قلبي كالغرفة (المكَرّْكَبة) التي ستستغرق العديد من السنين لإعادةِ توضيبها.

ربما أصبح قلبي دمية بالية (عَفَقْ عليها الحب) و يتوجب التخلص منها أو كسرها لأنها إذا بقيت في غرفتي ستصدر أصواتاً مزعجةً لا تجعلني أنامُ بسلام.

ماذا عن التواصل الروحي! أين هو من كل هذه الضجة القلبية داخلي!

أيُعقلُ أننا كلما أخلصنا في وهب مشاعرنا لشخصٍ ما, كلما تمكنت منا لعنة (الحب من طرف واحد)! أليس الله هو من يدعُونا للتفاني ,الوفاء, الإخلاص, الحب, و التحلي بالأخلاق الفاضلة ليُكافئنا عليها! إذن أين هي تلك المكافأة الربانية!

ماذا فعلت للحب كي يُكافئني بهذا الشكل!

هل كلُ من يحلم بمشاعر جميلة تكون عاقبته أن يتعرقل رأساً على عقِب!

حسناً!

و إذا تعرقلتُ بسبب هذه المشاعر و انكسرت, هل يمكن أن اُجَبَرَ كما يُجبَرُ أي كسرٍ في اليد أو في الرجل!

ليت لمثل هذه المشاعر المكسورة طبيبٌ يعالجها أو يصفُ لها وصفةً طبيةً للتخلص من أوجاعها!