من المتعارف أن الختان هو عملية إزالة للعضو التناسلي الأنثوي تحسباً من وقوع الشرور الجنسية الأنثوية

كأن تستحوذها شهوتها و تقُودها "للحرام" أو ما نسمعه مثل "عملَّت عملِّه" , "وطًت راسنا" , "ضيَّعت شرف العيلة" وما شابه.

لذلك إن مثل هذه العملية ما هو إلا تحفيز للبنت للسير على الصراط المستقيم صراط العفة و الطهارة, و منعها من تجاوز إشارات الشرف الحمراء. مما يؤكد لنا أن الفتاة في هذه الحياة و منذ لحظة ولادتها ما هي إلا في رحلة ذات غرضٍ عظيم, إذ أنها المسؤولة الوحيدة عن وجود الشرف في حياة محيطها, و أن الغرض من وجودها في هذه الحياة ما هو إلا للمحافظة على غشائها النبيل الذي يصون العائلة و يحفظ كرامتها وسط المجتمع.

إن المعلل الوحيد وراء مثل هذه العملية الدموية الوحشية هو "شويّة"موروثات على عادات و تقاليد متوارثة من جيل لآخر عن البنت و نظرتهم المجحفة بحقها. و النظر لها على أنها الوعاء الجنسي الذي يتم فيه تفريغ الأهواء الذكرية.

لذالك إن القيام بمثل هذه العملية ما هو إلا إثبات بأن هذه الفتاة غير مسؤولة عن شهوتها الجنسية و أنها تحتاج للوصاية على جزء من أجزاء جسدها الذي يعتبر ملكُ لها.

ماذا لو غيرنا الأدوار!

و أصبح المجتمع هو ضحية عملية الختان!

هل بإمكاننا ختن فكر مجتمعٍ بما يحمله من عاداتٍ بالية مهترئة مجحفة بحق المرأة!

هل من الممكن ختن الأعراف الشاذة لا أساس لها في انسانيتنا! 

ماذا سيحدث لو هُدم ملكوت المجتمع الذكوري!

ماذا لو بُترَ عقل المجتمع بما يحمله من ازدراء تجاه المرأة!

انتِ يا ثقافة ختان البنات! هل بإمكانكِ أن تكوني مكان أي فتاة مختونة جسدياً!

و هل جربتِ كيف تكون الفتاة المختونة فكرياً!

تستحضرني الجملة الذكورية في هذه المناسبة جملة "اترضاها ع أختك!"

نعم! أنا أرضاها على هذه الثقافة- الأخت ختان!

 أرضاها على هذه الثقافة المشينة!

أرضاها عليها لما جلبته من أذى للمرأة!